السلام عليكم
في يوم من الأيام التقيت بطالب علم من الصين يدرس في جامعة الامام على ما اعتقد، كانت وظيفته هي ترجمة احد المواقع العربية اللي اللغة الصينية فانتهزت هذه الفرصة وتجاذبت معه اطراف الحديث وكانت بداية الحديث عن اللغة الصينية واخبرته كم هي معقدة وصعبة الدراسة فقال لي ان لغتهم مقسمة الى صينية مبسطة وصينية معقدة او شيئا من هـذا القبيل
تطور الحوار ليصل الى سؤاله عن اللغة العربية وكيف يجدها وكيف هي حياته في مجتمعنا العربي فقال لي
" يا أخي اننا في بلد عربي لا ينطق بالعربية الصحيحة نحن نعاني هنا من طغيان اللهجة العامية بل ان البعض اذا حدثته بالعربية الفصحى لايفقه ما تقول ، معاناتنا اكبر مع العمالة الوافدة فلاهم الذين يفهمون العربية ولا نحن الذين نفهم لهجتهم العامية المكسرة جدا، حتى اننا نقابل بالسخرية او الاستهزاء في بعض الاماكن مما يضطرنا الى تكسير مصطلحات اللغة العربية حتى نستطيع ايصال المعلومة، ايضا اختلاف اللهجات بين العرب يجعلنا نعتقد انكم تتحدثون اكثر من لغة ..."
كان الحديث طويلا وتطرقنا الى امور عدة ولكن خرجت بعدة ملاحظات وتسلؤلات :
- حتى انا والذي احسب نفسي اجيد بعض المصطلحات العربية وقادر على التخاطب بالعربية بعيدا عن العامية اجد نفسي في بعض فترات الحديث ادخل مصطلحا عاميا او انسى المرادف له بالفصحى .
- على من يقع اللوم في تهميش اللغة العربية الفصحى في مجتمعنا وفي حياتنا اليومية ؟؟!.
- اصبح الاعلام يتجه اتجاه خطير نحو ترسيخ المفاهيم العامية واللهجة العامية وهذا الاتجاه يتمثل في الاعلانات - المسلسلات - الافلام وحتى البرامج الترفيهية اصبح مذيعوها لا يجدوا حرجا في استخدام اللهجة العامية والادهى والامر ما نشاهده في قناة Mbc الموجهة للاطفال فكل حديثهم بالعامية وهذا يرسخ اللهجة العامية في ذهن الطفل اكثر واكثر بل ان هناك افلام للرسوم المتحركة يتم دبلجتها الى اللهجات العامية .
- اين دور الاسرة في ترسيخ وتغذية الابناء من منبع اللغة الصحيحة فلماذا لا يخصصون يوما في الاسبوع يجلسون فيه سوية ويكون حديثهم بالعربية الفصحى فقط .
- اين دور المدرسة ومدرسي اللغة العربية حيث استغرب ان بعضهم يدخل الحصة ويشرح اللغة العربية باللهجة العامية
- جرب ان تتحدث بالعربية الفصحى يوما كاملا ومع الجميع .. ماهي النتيجة ؟؟ سوف ترتسم علامات استفهام كثيرة وستقابل بنوع من السخرية و التعليقات اللاذعة .
لا تستغربوا اذا كان هناك اخطاء لغوية في موضوعي هذا فما أنا الا عربي في مجتمع يهمش العربية الفصحى فمن اين لي ان اجيد لغتي اذا كان الأساس هشّا متآكلاً
اطلت عليكم واعتذر عن اطالتي