موقع الكمبيوتر الكفي
موقع الكمبيوتر الكفي

العودة   الكمبيوتر الكفي > المنتديات العامة > المنتدى العام
انظمة المنتدى التقييم التجاري التعليمات قاعة المؤتمرات محرك البحث

للتذكير فقط ....

رسالة وداع للجميع واعلان اغلاق الموقع
رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14-11-2010, 05:08 PM   #1
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية drmetwalley
 
تاريخ التسجيل: 23-04-2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 1,943
مشاركات الشكر: 8,717
شكر 18,127 مرات في 1,931 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

News حول يوم عرفة


حول يوم عرفة


عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ".
(1)

يقول العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي":

قَوْلُهُ : ( إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ ): أَيْ أَرْجُو مِنْهُ . قَالَ الطِّيبِيُّ : كَأَنَّ الْأَصْلَ أَنْ يُقَالَ أَرْجُو مِنَ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ ، فَوَضَعَ مَوْضِعَهُ أَحْتَسِبُ وَعَدَّاهُ بِعَلَى الَّذِي لِلْوُجُوبِ عَلَى سَبِيلِ الْوَعْدِ مُبَالَغَةً لِحُصُولِ الثَّوَابِ ، انْتَهَى .


( أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ):

قَالَ النَّوَوِيُّ : قَالُوا الْمُرَادُ بِالذُّنُوبِ الصَّغَائِرُ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الصَّغَائِرُ يُرْجَى تَخْفِيفُ الْكَبَائِرِ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُفِعَتِ الدَّرَجَاتُ .
وَقَالَ الْقَارِّيُّ فِي الْمِرْقَاةِ : قَالَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ : الْمُكَفَّرُ الصَّغَائِرُ .
وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ . وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَأَمَّا الْكَبَائِرُ فَلَا يُكَفِّرُهَا إِلَّا التَّوْبَةُ . أَوْ رَحْمَةُ اللَّهِ ، انْتَهَى .

فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ مَعَ أَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّجُلِ ذَنْبٌ فِي تِلْكَ السَّنَةِ .
قِيلَ : مَعْنَاهُ أَنْ يَحْفَظَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الذُّنُوبِ فِيهَا ،
وَقِيلَ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ الرَّحْمَةِ الثَّوَابَ قَدْرًا يَكُونُ كَكَفَّارَةِ السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ وَالسَّنَةِ الْقَابِلَةِ إِذَا جَاءَتْ وَاتَّفَقَتْ لَهُ ذُنُوبٌ ، انْتَهَى .

تلك المعانى غالية و عالية..

_______________

روى الإمام أحمد والترمذي من حديث عمرو بن شعيب , عن أبيه , عن جده , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أفضل الدعاء يوم عرفة ,

وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير


(2)



يقول العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي":

قَوْلهُ : " خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ ":لِأَنَّهُ أَجْزَلُ إِثَابَةً وَأَعْجَلُ إِجَابَةً ،
قَالَ الطِّيبِيُّ : الْإِضَافَةُ فِيهِ إِمَّا بِمَعْنَى اللَّامِ
أَيْ : دُعَاءٌ يَخْتَصُّ بِهِ،ويَكُونُ قَوْلُهُ : " وَخَيْرُ مَا قُلْتُ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ":
بَيَانًا لِذَلِكَ الدُّعَاءِ فَإِنْ قُلْتَ هُوَ ثَنَاءٌ قُلْتُ فِي الثَّنَاءِ تَعْرِيضٌ بِالطَّلَبِ .
وَأَمَّا بِمَعْنَى فِي لِعُمُومِ الْأَدْعِيَةِ الْوَاقِعَةِ فِيهِ . انْتَهَى

" وَخَيْرُ مَا قُلْتُ "
قَالَ فِي اللُّمَعَاتِ أَيْ :
دَعَوْتُ
وَالدُّعَاءُ هُوَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ إِلَخْ ،
وَتَسْمِيَتُهُ دُعَاءً
إِمَّا ؛ لِأَنَّ الثَّنَاءَ عَلَى الْكَرِيمِ تَعْرِيضٌ بِالدُّعَاءِ وَالسُّؤَالِ ،
وَإِمَّا لِحَدِيثِ مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ هَكَذَا قَالُوا .
وَلَا يَخْفَى أَنَّ عِبَارَة هَذَا الْحَدِيثِ لَا تَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ قَوْلَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَخْ بَلِ الْمُرَادُ أَنَّ خَيْرَ الدُّعَاءِ مَا يَكُونُ يَوْمَ عَرَفَةَ أَيْ : دُعَاءٌ كَانَ ،
وَقَوْلُهُ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ إِشَارَةٌ إِلَى ذِكْرِ غَيْرِ الدُّعَاءِ .
فَلَا حَاجَةَ إِلَى جَعْلِ مَا قُلْتُ بِمَعْنَى مَا دَعَوْتُ
وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الذِّكْرُ تَوْطِئَةً لِتِلْكَ الْأَدْعِيَةِ لِمَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ قَبْلَ الدُّعَاءِ . انْتَهَى .

قُلْتُ : الِاحْتِمَالُ الْأَوَّلُ الَّذِي ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ يُؤَيِّدهُ رِوَايَةُ الطَّبَرَانِيُّ وَرِوَايَةُ أَحْمَدَ الْآتِيَتَانِ .

راجع كلاماً مهماً هنا

http://www.binbaz.org.sa/mat/19022

_____________

سؤال : هل صيام يوم عرفة يكفر الكبائر ؟

قال الشيخ ابن باز رحمه الله

ظاهر السنة أنه للصغائر، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات خمس، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنب الكبائر)، والصلاة أعظم من الحج، الصلاة أعظم من الحج، والنبي- صلى الله عليه وسلم -قال في..........
قال: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)،
ويقول- صلى الله عليه وسلم - : إن الرب جل وعلا يباهي بأهل الموقف الملائكة في عرفة، يباهي بهم ويدنو
فيقول: ماذا أراد هؤلاء؟
فيقول: ما من يومٍ أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة، يعتق الله من النار، فهم يرجى لهم العتق من النار، ويرجى لهم المغفرة، مطلقاً،
لكن ظاهر الأحاديث أن الحج كغيره يغفر به الصغائر إلا إذا تاب من الكبائر،
ولهذا قال: من حج فلم يرفث ولم يفسق، والحج من ضمنه الوقوف في عرفة، والذي لم يرفث ولم يفسق هو الذي قد تاب من الذنوب، أتى ربه بغير إصرار على الذنوب فيكون حجه مكفراً لسيئاته.

http://www.binbaz.org.sa/mat/13763

^^^^

و قال الشيخ العثيمين رحمه الله :-

ظاهر قول الرسول صلى الله عليه وسلم إنه (يكفر السنة التي قبله والتي بعده أنه) يكفر الكبائر لكن كثير من العلماء رحمهم الله قالوا إنه لا يكفر الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغشى الكبائر) قالوا فإذا كانت الصلاة المفروضة وهي أفضل أعمال البدن لا تكفر إلا إذا ترك الكبائر فغيرها من باب أولى وعلى هذا فنقول صيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والتي بعده بالنسبة للصغائر فقط أما الكبائر فلا بد فيها من توبة مستقلة.

http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2620.shtml

الخلاصة :-

إذا كانت الصلاة المفروضة و هى أعظم أركان الدين بعد الشهادتين لا تكفر عن الكبائر فالحج أولى ألا يكفر عنها ، و الكبائر تُمحى بتوبة مستقلة ..


______________________
(1)

  • أخرجه الترمذي (3/124 ، رقم 749) وقال : حسن .
  • وابن ماجه (1/551 ، رقم 1730) ،
  • وابن حبان (8/95 ، رقم 3632) ،
  • والبيهقي فى شعب الإيمان (3/387 ، رقم 3844) .
  • وأخرجه أيضًا : مسلم (2/818 ، رقم 1162) ،
  • وأبو داود (2/321 ، رقم 2425).


(2)

  • رواه الترمذي في سننه(3585)،
  • وقال الامام المنذري في الترغيب والترهيب:"إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما"(2/345)،
  • وحسنه الامام ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح (3/74)،
  • وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3585)،
  • وحسنه أيضاً الألباني في تخريج مشكاة المصابيح(2531).
  • و ضعفه النووى و الشيخ ابن باز و قالا معناه صحيح
drmetwalley غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 19 من الاعضاء يشكرون drmetwalley على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة

اخر 5 مواضيع للعضو drmetwalley
الموضوع الاقسام الرد الاخير للعضو الردود مشاهده اخر مشاركة
أحكام تخص ترائي الهلال‎ المنتدى العام drmetwalley 0 4070 27-06-2014 12:16 AM
كلمة بليغة بين يدي رمضان، وبيان أهمية الوقت المنتدى العام drmetwalley 0 4276 26-06-2014 12:17 PM
"فيس بوك" تكرم طالبا مصريا وتمنحه "وايت... المنتدى العام drmetwalley 0 4614 23-09-2013 11:34 AM
"أبل" تعترف بأول تطبيق خدمى لطالب... المنتدى العام drmetwalley 2 4385 22-09-2013 12:39 AM
حقيقة في أربع كلمات ، يحتاج إلى معرفتها كثيرون المنتدى العام خطى رآحلة 5 4701 26-01-2013 03:58 AM


اعلان

قديم 14-11-2010, 06:28 PM   #2
shinystarr
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية shinystarr
 
تاريخ التسجيل: 31-12-2004
الدولة: مصر - عمان
المشاركات: 2,922
مشاركات الشكر: 6,080
شكر 2,546 مرات في 1,270 مشاركات

اللهم تقبل منا الصلاة والصيام وصالح الأعمال .

shinystarr غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 6 من الاعضاء يشكرون shinystarr على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 14-11-2010, 09:41 PM   #3
راعي^jasjar
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية راعي^jasjar
 
تاريخ التسجيل: 08-11-2005
الدولة: KUWAIT
المشاركات: 187
مشاركات الشكر: 589
شكر 257 مرات في 96 مشاركات

جزاكم الله خيرا على الفائده واسال الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يتغمد الشيخ العلامة بن باز وبن عثيمين برحمته الواسعة ويغفر لنا ولمن سبقونا بل الايمان
اللهم تقبل من الحجاج حجهم و من المعتمرين عمرتهم ، و ردهم سالمين إلى بلادهم ، و ارزقنا حج بيتك يا سميع الدعاء
.

" رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا "

راعي^jasjar غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 5 من الاعضاء يشكرون راعي^jasjar على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 14-11-2010, 11:20 PM   #4
ingvay
عضو فعال
 
الصورة الرمزية ingvay
 
تاريخ التسجيل: 13-10-2009
الدولة: libya
المشاركات: 750
مشاركات الشكر: 1,684
شكر 1,733 مرات في 465 مشاركات

جزاك الله الف خير اخي العزيز

ingvay غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 4 من الاعضاء يشكرون ingvay على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 15-11-2010, 02:04 AM   #5
memoouda
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: 08-10-2006
الدولة: U.A.E
المشاركات: 85
مشاركات الشكر: 113
شكر 70 مرات في 30 مشاركات

جزاك الله كل خير

memoouda غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 5 من الاعضاء يشكرون memoouda على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 15-11-2010, 06:03 AM   #6
ssaass
خبير نظام Android
 
الصورة الرمزية ssaass
 
تاريخ التسجيل: 24-05-2010
الدولة: الرياض
المشاركات: 8,120
مشاركات الشكر: 5,288
شكر 30,535 مرات في 5,374 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

جزاك الله خير

ssaass غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 4 من الاعضاء يشكرون ssaass على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 15-11-2010, 06:11 AM   #7
drmetwalley
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية drmetwalley
 
تاريخ التسجيل: 23-04-2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 1,943
مشاركات الشكر: 8,717
شكر 18,127 مرات في 1,931 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

حول يوم عرفة

خصائص يوم عرفة

قد زاد الله هذا اليوم فضلاً ومزية على غيره ، فاستحق أن يخص بحديث مستقل يكشف عن أوجه تفضيله وتشريفه ، ومن تلك الأوجه ما يلي :

أولاً : أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
روى البخاري أن اليهود قالت لعمر: إنكم تقرؤون آية ، لو نزلت فينا لاتخذناها عيداً ، فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت ، وأين أنزلت ، وأين كان رسول الله حين أنزلت: يوم عرفة ، إنا والله بعرفة - قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا- :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً)) [المائدة: 3 ].
وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل ؛ لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل ، فكمل بذلك دينهم؛ لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها ، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم - عليه السلام-، ونفى الشرك وأهله ، فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد . وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة ، فلا تتم النعمة بدونها ، كما قال الله لنبيه: ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) [الفتح: 2] .

ثانياً : أنه يوم عيد:
عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب) رواه أبو داود (2419).

ثالثاً : أن صيامه يكفر سنتين:
قال عن صيامه: (يكفر السنة الماضية والباقية) رواه مسلم (1163) .

رابعاً : أنه يوم مغفرة الذنوب، والعتق من النار:
عن عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة ، فيقول: ما أراد هؤلاء ؟) رواه مسلم (1348) . قال ابن عبد البر: وهو يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب، إلا بعد التوبـة والغفـران، والله أعلم .


الأعمال المشروعة فيه:

أولاً :
صيام ذلك اليوم:
ففي صحيح مسلم قال: (...صيام يوم عرفة أَحْتَسِبُ على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده) رواه مسلم (1162 (وصومه إنما شرع لغير الحاج ، ويتأكد حفظ الجوارح عن المحرمات في ذلك اليوم، كما في حديث ابن عباس، وفيه: (إن هذا اليوم من مَلَك فيه سمعه وبصره ولسانه: غُفر له).رواه أحمد 1/329 ، ولا يخفى أن حفظ الجوارح فيه حفظ لصيام الصائم ، وحج الحاج ، فاجتمعت عدة أسباب معينة على الطاعة وترك المعصية .

ثانياً :
الإكثار من الذكر والدعاء:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي (2837)، ومالك (246).

قال ابن عبد البر:
وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب ، وأن أفضل الذكـر: لا إله إلا الله .
قال الخطابي: معناه: أكثر ما أفتتح به دعائي وأقدمه أمامه من ثنائي على الله - عز وجل-، وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله - سبحانه وتعالى-، ويقدمه أمام مسألته ، فسمي الثناء دعاء .

ثالثاً :
التكبير:
من وظائـف العشر أن التكبير فيها مستحب كل وقت، في كل مكان يجوز فيه ذكر الله تعالى .


_______________

ما الحكمة في منع الحاج من صوم يوم عرفة؟

الحكمة فيما بين أهل العلم أنه يوم عيد, ويوم جمع الله في تعاطي ما يسبب النشاط والقوة في الدعاء, والضراعة إلى الله, والذكر والصوم قد يضعفه عن ذلك، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال في يوم عرفة ويوم النحر, وأيام التشريق قال: (عيدنا أهل الإسلام) يعني الأيام الخمسة يوم عرفة, ويوم النحر, وأيام التشريق الثلاثة قال: (عيدنا أهل الإسلام) وهكذا يوم الجمعة لما كان يوم عيد نهي عن صومها مفردة، فالأفضل في يوم عرفة أن لا يصوم ولهذا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم عرفة بعرفة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وقف يوم عرفة مفطراً، ووجد له لبن وهو واقف بعرفة على مطيته يشرب والناس ينظرون -عليه الصلاة والسلام-، فالسنة للحجاج أن لا يصوموا عرفة، بل يكونوا مفطرين؛ لأنه أقوى لهم على العبادة، وأنشط عليها؛ ولأنه يوم عيد فالأعياد لا تصام لكنه يوم عيد لا يحرم صومه، وإنما يستحب، يشرع فيه إلا لغير الحاج كأصحاب المدن والقرى، فإن السنة أن يصوموا؛ لأنه يوم فاضل يصام، لكن بالنسبة إلى الحجاج هو عيد لهم، فالأفضل لهم أن لا يصوموا بل يقفون بعرفات وهم مفطرون، كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، أما أهل القرى والأمصار والبوادي فالسنة لهم أن يصوموا يوم عرفة؛ لأنه يوم فاضل، أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن صومه يكفر السنة التي قبلها و التي بعدها، وهو يوم عظيم، لكنه في حق الحجاج عيدٌ لهم، يشرع لهم فيه الفطر. جزاكم الله خيراً


http://www.binbaz.org.sa/mat/19015

http://www.binbaz.org.sa/mat/19014
drmetwalley غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 8 من الاعضاء يشكرون drmetwalley على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 15-11-2010, 08:58 AM   #8
مقتفية الأثر
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: 12-08-2010
الدولة: Alexandria-Egypt
المشاركات: 97
مشاركات الشكر: 1,270
شكر 331 مرات في 94 مشاركات

جزاك الله خيرا

مقتفية الأثر غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 2 من الاعضاء يشكرون مقتفية الأثر على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
قديم 15-11-2010, 10:29 AM   #9
drmetwalley
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية drmetwalley
 
تاريخ التسجيل: 23-04-2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 1,943
مشاركات الشكر: 8,717
شكر 18,127 مرات في 1,931 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

كلنا نعرف أن صيام يوم عرفة يكفر خطايا سنتين

طيب

و صيام يوم عاشوراء يكفر خطايا [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]سنة [/COLOR]..

إذن لو صام كل سنة هذين اليومين ..كيف يكون ؟

يكون تكفير خطايا [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]3 سنين[/COLOR] كل سنة ..


كيف هذا ؟ هل هناك تفسير ؟ و توضيح ؟

____________

يجيب الإمام شمس الدين ابن قيم الجوزية ..

من كتابه " الوابل الصيب" ص 18 - 20.

قال رحمه الله تعالى:

وبهاتين القاعدتين تزول إشكالاتٌ كثيرة، وهما:

تفاضلُ الأعمال بتفاضل ما في القلوب من حقائق الإيمان، وتكفيرُ العمل للسيئات بحسب كماله ونقصانه.


وبهذا يزول الاشكال الذي يورده من نقص حظه من هذا الباب على الحديث الذي فيه :" أن صوم يوم عرفة يكفر سنتين ويوم عاشوراء يكفر سنة".


قالوا: فإذا كان دأبه دائما أنه يصوم يوم عرفة، فصامه وصام يوم عاشوراء، فكيف يقع تكفير ثلاث سنين كل سنة؟

وأجاب بعضهم عن هذا بأن ما فضل عن التكفير ينال به الدرجات.


ويالله العجب! فليت العبد إذا أتى بهذه المُكَفِّرات كلها أن تكفر عنه سيئاته باجتماع بعضها إلى بعض.


والتكفير بهذه مَشْرُوطٌ بشروطٍ، موقوفٌ على انتفاء موانع في العمل وخارجه؛ فإنْ عَلِم العبد أنه جاء بالشروط كلها، وانتفت عنه الموانع كلُّها، فحينئذ يقع التكفير،

وأما عَمَلٌ شَمِلَتْه الغفلة أو لأكثره،
وَفَقَدَ الإخلاص الذي هو روحه ولُبُّه
و لم يُوَّفِ حَقّه،
و لم يقدّره حق قدره
فأي شيء يكفر هذا العمل ؟


فإن وثق العبد من عمله بأنه وفّاه حقَّه الذي ينبغي له ظاهرًا وباطنًا،
ولم يعرض له مانع يمنع تفكيره،
ولا مُبْطِل يُحْبِطه ـ من عُجْبٍ أو رؤيةِ نفسه فيه، أو مَنٍّ به، أو يستشرف بقلبه لمن يُعظِّمه عليه،
أو يعادي من لا يعظمه عليه،
ويرى أنه قد بَخَسَه حقّه وأنه قد استهان بحرمته ـ فهذا أي شيء يكفر؟

ومحبطاتُ الأعمال ومفسداتُها أكثر من أن تحصر،

وليس الشأن في العمل إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه.

فالرياء -وإن دق- محبطٌ للعمل، وهو أبواب كثيرة لا تحصر.

وكونُ العمل غير مُقَيَّد باتباع السنة أيضًا موجبٌ لكونه باطلًا،

والمَنُّ به على الله تعالى بقلبه مُفْسِدٌ له،

وكذلك المَنُّ بالصدقة والمعروف، والبر والاحسان والصِّلَةِ مُفْسِدٌ لها

كما قال سبحانه وتعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى }

وأكثر الناس ما عندهم خَبَرٌ من السيئات التي تحبط الحسنات،
وقد قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }

فحذر المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجهر بعضهم لبعض، وليس هذا بردة،
بل معصيةٌ يحبط بها العمل وصاحبها لا يشعر بها.

فما الظَّنُّ بِمَنْ قَدَّم على قول الرسول صلى الله عليه و سلم وهدية وطريقه قولَ غيره وهديَه وطريقَه ؟!

أليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر ؟!
انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى ..


____________

قال الراجى عفو ربه :-

مثال ذلك : اثنان يصليان يركعان و يسجدان ..

هذا يقرأ القرآن و يعرف ما هو القرآن و كونه كلام الله و يعرف معانيه
و يسجد و هو يعرف حقاً لمن يسجد ، و يسبح بقوله سبحان ربي الأعلى و هو موقن لمعناها الصحيح و قد دخلت قلبه..

و عنده إخلاص و خشوع ، و لم يظلم و لم يغتب أحداً و لم يغش أحداً و مطعمه حلال و مقيم حدود الله في بيته و عمله و في كل شيئ..

و الآخر بعكسه ..أو أقل منه و أضعف..

فالقبول من نصيب الأول أولى و من نصيب الثانى أقل أو معدوم..
drmetwalley غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 8 من الاعضاء يشكرون drmetwalley على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 15-11-2010, 02:00 PM   #10
مخاوي الذيب
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: 09-07-2005
الدولة: السعودية - الشرقية
المشاركات: 991
مشاركات الشكر: 1,273
شكر 1,424 مرات في 373 مشاركات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة drmetwalley مشاهدة المشاركة


الخلاصة :-

إذا كانت الصلاة المفروضة و هى أعظم أركان الدين بعد الشهادتين لا تكفر عن الكبائر فالحج أولى ألا يكفر عنها ، و الكبائر تُمحى بتوبة مستقلة ..
[/RIGHT]

/LIST][/RIGHT]
الا يمكن أن يقال أن الحج يغفر الذنوب الكبائر والصغائر ؟؟

أما الصغائر فشأنه شأن مكفرات الذنوب كالصلاة والجمعة ونحوها

وأما الكبائر فبما يأتي به الحاج من إنكسار وخضوع وتوبة عامّة عن كل ما اكتسب . .

ما أردت قوله

ألا يمكن أن تكون توبة الحاج العامّه وإستغفاره العام مكفراً لما أجترح من الكبائر - وإن لم يعينها - ؟؟

لأنه قد لا يذكر بعضاً من كبائره لكنه يتوب الى ويستغفره عن كن ما ألم به بخضوع وانكسار وندم .

بانتظار بيانك عن هذأ أخي الكريم . . .
مخاوي الذيب غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 7 من الاعضاء يشكرون مخاوي الذيب على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 15-11-2010, 10:54 PM   #11
drmetwalley
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية drmetwalley
 
تاريخ التسجيل: 23-04-2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 1,943
مشاركات الشكر: 8,717
شكر 18,127 مرات في 1,931 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخاوي الذيب مشاهدة المشاركة
الا يمكن أن يقال أن الحج يغفر الذنوب الكبائر والصغائر ؟؟

أما الصغائر فشأنه شأن مكفرات الذنوب كالصلاة والجمعة ونحوها

وأما الكبائر فبما يأتي به الحاج من إنكسار وخضوع وتوبة عامّة عن كل ما اكتسب . .

ما أردت قوله

ألا يمكن أن تكون توبة الحاج العامّه وإستغفاره العام مكفراً لما أجترح من الكبائر - وإن لم يعينها - ؟؟

لأنه قد لا يذكر بعضاً من كبائره لكنه يتوب الى ويستغفره عن كن ما ألم به بخضوع وانكسار وندم .

بانتظار بيانك عن هذأ أخي الكريم . . .
بوركت أستاذنا خالد على تعقيبكم الطيب

و اعلم أخي الحبيب أن كلام العلماء معناه كالآتي :-

الحج من حيث هو حج ، و الصلاة من حيث هى صلاة ، لا يتوجه المؤدي فيهما إلى قصد التوبة من الكبائر..

فليس كل حاج ينوي تلك النية و لا يأتى بشروطها ( و التوبة من الكبائر لها شروط )

فأداء مناسك الحج من حيث هى مناسك مثلها مثل أداء الصلاة من حيث هى صلاة ، لا يشتملان على نية و توجه مخصوصين بالتوبة من الكبائر ، و إن كانت الصلاة تشتمل على الاستغفار العام ، كما في قول المصلي بين السجدتين "رب اغفر لي"..
لكن هذا شيئ ، و التوبة المستقلة المتوجهة بقصد الندم على الكبيرة و الرجوع عنها كالقتل و السرقة و الزنا هذا شيئ ثانٍ ، و من مفردات التوبة رد المظالم إلى أهلها و هذا له شأن خاص بعيداً عن الحج يسميها بعض العلماء : التبعات ، و قالوا أنه لا ينبغي لمسلم أن يظن كون الحج يكفر التبعات ، و قصدوا أنه لابد له من الإتيان بتلك التبعات ، و التكفير عنها خاصةً

و التوبة فرض على المسلم من جملة الفروض بدليل قوله تعالى :" و من لم يتب فأولئك هم الظالمون "..و إذا كانت فرضاً مستقلاً لم يجزئ عنها فرض آخر.. و لو لم تكن فرضاً لم يحتج مؤدى الفرائض إليها لأن الفرائض تكفر عن الكبائر ، و هذا خطأ بالإجماع..

________هذه هى الخلاصة ، و الآتى نقولات مفيدة عن العلماء متعلقة بالسؤال ________
قال الشيخ صالح الفوزان:-
أما الحج؛ فلا يكفر ترك الصلاة ولا ترك الصيام؛ لأن هذه كبائر موبقة لا يكفرها الحج، وكذلك الحج إذا كنت أديته وأنت لا تصلي؛ فإنه لا يصح؛ لأن الذي لا يصلي ليس له دين، وليس له إسلام، ولا يصحّ منه عمل؛ إلى أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى‏.‏
فإذا تبت إلى الله توبة صحيحة، وحافظت على الصلاة؛ فإن هذا يكفر ما سبق، ولكن؛ عليك بالصدق، والاستمرار على التوبة، والاهتمام بالصلاة، وإذا كنت أديت الحج في حالة ترك للصلاة؛ فعليك أن تعيده، أما إذا كنت أديته بعدما تبت؛ فهو حج صحيح إن شاء الله، وما مضى من المعصية وترك الصلاة والصيام تكفره التوبة الصادقة‏.
منقول من موسوعة : المنتقى من فتاوى الفوزان . الجزء الثالث

وقال الشيخ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد جواباً على سؤال وجه له :
والأظهر - والله أعلم - في هذه المسألة أعني مسألة تكفير الكبائر بالأعمال ؛ إن أُريد أن الكبائر تُمحي بمجرد الإتيان بالفرائض وتقع الكبائر مكفَّرة بذلك كما تُكفَّر الصغائر باجتناب الكبائر ، فهذا باطل ، وإن أريد أنه قد يوازن يوم القيامة بين الكبائر وبين بعض الأعمال فتُمحى الكبيرة بما يقابلها من العمل ، ويسقط العمل فلا يبقى له ثواب ، فهذا قد يقع ، وقد تقدم عن ابن عمر أنه لما أعتق مملوكه الذي ضربه قال : ليس لي فيه من الأجر شيء ، حيث كان كفارة لذنبه ، ولم يكن ذنبه من الكبائر ، فكيف بما كان من الأعمال مكفِّرا للكبائر ؟ وسبق أيضا قول من قال من السلف : إن السيئة تُمحى ويَسقط نظيرها حسنة من الحسنات التي هي ثواب العمل ، فإذا كان هذا في الصغائر ، فكيف بالكبائر ؟ فإن بعض الكبائر قد يُحبط بعض الأعمال المنافية لها كما يُبطل المنّ والأذى الصدقة . اهـ .

و هذا كلام نفيس للعلامة ابن رجب رحمه الله
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله: "وقد اختلف الناس في مسألتين إحداهما هل تكفر الأعمال الصالحة الكبائر والصغائر أم لا تكفر سوى الصغائر؟ فمنهم من قال لا تكفر سوى الصغائر، وقد روي هذا عن عطاء وغيره من السلف في الوضوء أنه يكفر الصغائر وقال سلمان الفارسي في الوضوء إنه يكفر الجراحات الصغار والمشي إلى المسجد يكفر أكبر من ذلك والصلاة تكفر أكبر من ذلك خرجه محمد بن نصر المرزوي وأما الكبائر فلابد لها من التوبة لأن الله أمر العباد بالتوبة وجعل من لم يتب ظالما واتفقت الأمة على أن التوبة فرض، والفرائض لا تؤدي إلا بنية وقصد.

ولو كانت الكبائر تقع مكفرة بالوضوء والصلاة وأداء بقية أركان الإسلام لم يحتج إلى التوبة؛ وهذا باطل بالإجماع وأيضا فلو كفرت الكبائر بفعل الفرائض لم يبق لأحد ذنب يدخل به النار إذا أتى بالفرائض، وهذا يشبه قول المرجئة، وهو باطل هذا ما ذكره ابن عبدالبر في كتابه التمهيد وحكي إجماع المسلمين على ذلك واستدل عليه بأحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن وهو مخرج في الصحيحين من حديث أبي هريرة وهذا يدل على أن الكبائر لا تكفرها هذه الفرائض.

وقد حكى ابن عطية في تفسيره في معنى هذا الحديث قولين أحدهما عن جمهور أهل السنة أن اجتناب الكبائر شرط لتكفير هذه الفرائض للصغائر فإن لم يجتنب لم تكفر هذه الفرائض شيئا بالكلية. والثاني أنها تكفر الصغائر مطلقا ولا تكفر الكبائر إن وجدت، لكن يشترط التوبة من الصغائر وعدم الإصرار عليها ورجح هذا القول وحكاه عن الحذاق، وقوله بشرط التوبة من الصغائر وعدم الإصرار عليها، مراده أنه إذا أصر عليها صارت كبيرة فلم تكفرها الأعمال، ...

وفي صحيح مسلم عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله وفي مسند الإمام أحمد عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتطهر الرجل يعني يوم الجمعة فيحسن طهوره ثم يأتي الجمعة فينصت حتى يقضي الإمام صلاته إلا كان كفارة ما بينه وبين الجمعة المقبلة ما أجتنبت الكبائر المقتلة وخرج النسائي وابن حبان والحاكم من حديث أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة ثم قيل له أدخل بسلام وخرج الإمام أحمد والنسائي من حديث أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم معناه أيضا وخرج الحاكم معناه من حديث عبدالله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ويروى من حديث ابن عمر مرفوعا يقول الله عز وجل ابن آدم اذكرني من أول النهار ساعة ومن آخر النهار ساعة أغفر لك ما بين ذلك إلا الكبائر أو تتوب منها وقال ابن مسعود الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر وقال سلمان حافظوا على الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجوارح مالم تصب المقتلة وقال ابن عمر لرجل أتخاف النار أن تدخلها وتحب الجنة أن تدخلها قال نعم قال بر أمك فوالله لئن ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر وقال قتادة إنما وعد الله المغفرة لمن اجتنب الكبائر وذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا الكبائر وسددوا وأبشروا.

وذهب قوم من أهل الحديث وغيرهم إلى أن هذه الأعمال تكفر الكبائر. والصحيح قول الجمهور أن الكبائر لا تكفر بدون التوبة لأن التوبة فرض على العباد وقد قال عز وجل ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون. انتهى كلامه رحمه الله .


و تتمة متعلقة بالتوبة :-
التوبة تغسل الحوبة ، و من مات مصراً على ذنبه مكرراً له و لو مرات عديدة فهو في المشيئة ، إن شاء غفر الله له ، و إن شاء عذبه..فالمصر على الكبيرة مسلم و حديث الإسرائيلي الذي قتل 100 نفس من أظهر الأدلة على ذلك..و أمتنا أمة مرحومة بفضل الله عز و جل..و كل جزاء على كبيرة فالعلماء يقولون هذا جزاؤه إن جازاه الله تعالى ..جرياً منهم على قاعدة المشيئة..والله تعالى هو غافر الذنب و قابل التوب ، أسأل الله لي و للجميع غفران كل الذنوب..

و تقبل الله منا و منكم و كل عيد و أنتم بخير جميعاً

drmetwalley غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 7 من الاعضاء يشكرون drmetwalley على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 16-11-2010, 02:16 AM   #12
مخاوي الذيب
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: 09-07-2005
الدولة: السعودية - الشرقية
المشاركات: 991
مشاركات الشكر: 1,273
شكر 1,424 مرات في 373 مشاركات

بارك الله فيك

وزادك علماً وهدى وتقى

وتقبل الله من الجميع

وكل عام وانتم بخير جميعا

مخاوي الذيب غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 6 من الاعضاء يشكرون مخاوي الذيب على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 16-11-2010, 02:57 AM   #13
drmetwalley
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية drmetwalley
 
تاريخ التسجيل: 23-04-2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 1,943
مشاركات الشكر: 8,717
شكر 18,127 مرات في 1,931 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخاوي الذيب مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك

وزادك علماً وهدى وتقى

وتقبل الله من الجميع

وكل عام وانتم بخير جميعا

كل عام و أنتم بخير حبيبنا و أستاذنا الفاضل خالد التميمى

و بارك الله فيك
drmetwalley غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 7 من الاعضاء يشكرون drmetwalley على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 17-11-2010, 11:27 AM   #14
RWBA.ALEX
عضو جديد
 
الصورة الرمزية RWBA.ALEX
 
تاريخ التسجيل: 23-02-2010
الدولة: مصر/الاسكندرية
المشاركات: 92
مشاركات الشكر: 2,110
شكر 269 مرات في 85 مشاركات

شكرا على كل هذه الفوائد

RWBA.ALEX غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 4 من الاعضاء يشكرون RWBA.ALEX على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 25-11-2010, 08:06 PM   #15
dhudkd
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: 03-06-2010
الدولة: جده
المشاركات: 30
مشاركات الشكر: 0
شكر 4 مرات في 2 مشاركات

جزاك الله خير وبارك الله فيك

dhudkd غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 3 من الاعضاء يشكرون dhudkd على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 25-10-2012, 03:08 AM   #16
drmetwalley
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية drmetwalley
 
تاريخ التسجيل: 23-04-2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 1,943
مشاركات الشكر: 8,717
شكر 18,127 مرات في 1,931 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

اللهم اغفر لنا
وتب علينا
drmetwalley غير متصل   رد مع اقتباس
العضو التالي يشكر drmetwalley على مشاركته الطيبة ويطلب المزيد من هذه المشاركات الرائعة
قديم 12-10-2013, 02:03 AM   #17
drmetwalley
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية drmetwalley
 
تاريخ التسجيل: 23-04-2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 1,943
مشاركات الشكر: 8,717
شكر 18,127 مرات في 1,931 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

اللهم عفوك ورضاك
drmetwalley غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 2 من الاعضاء يشكرون drmetwalley على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
رد

العبارات الاستدلاليه
تاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الانتقال السريع إلى

جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:23 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.