هذه بعض القصص البسيطة والتي وقعت فعلاً ..
تبين مدى ضرر الظلم على صاحبه ، وأن الله يمهل ولايهمل !
@ تحدث (تركي) قائلاً: (إستدنت من رجل مبلغ مائتي ألف ريال من أجل إتمام أحد المشاريع وبعد إنتهاء المدة المحددة
لإعادة المبلغ حضر الرجل للمطالبة بحقه ولكني قمت بطرده وأنكرت أنه أعطاني أي مبلغ خاصة أنه لم يأخذ مني أي اثبات).
توقف تركي ثم واصل قائلاً : لم أكن أعلم ما ينتظرني بسبب ظلمي ، فبعد مضي ثلاثة أشهر خسرت صفقة
بقيمة نصف مليون ريال ومنذ ذلك اليوم والخسارة تلازمني.
وقد نصحتني زوجتي بإرجاع المبلغ لصاحبه لأن ما يحدث لنا عقاب من الله ولكني مع الأسف لم أستمع إليها
وتماديت في المكابرة حتى خسرت أعز ما أملك وهم أبنائي الثلاثة في حادث سيارة أثناء عودتهم من الدمام.
ويتابع: وأمام ذلك الحدث الرهيب قررت بدون تردد إعادة الحق لصاحبه وطلبت منه أن يسامحني حتى لا يحرمني
الله من زوجتي وإبني ذي السنوات السبع فهما كل ما بقي لي!
@ أما(نورة) وهي أستاذة جامعية ومطلقة مرتين فقالت:
حدثت قصتي مع الظلم قبل سبع سنوات ، فبعد طلاقي
الثاني قررت الزواج بأحد أقاربي الذي كان ينعم بحياة هادئة مع زوجته وأولاده الخمسة حيث إتفقت مع إبن خالتي الذي كان يحب زوجة هذا الرجل على إتهامها بخيانة زوجها .
وبدأنا في إطلاق الشائعات بين الأقارب ومع مرور
الوقت نجحنا حيث تدهورت حياة الزوجين وانتهت بالطلاق. وتوقفت(نورة) والدموع في عينيها.. ثم أكملت قائلة :
بعد مضي سنة تزوجت المرأة برجل آخر ذي منصب
أما الرجل فتزوج بإمرأة غيري وبالتالي لم
أحصل ومعي إبن خالتي على هدفنا المنشود
ولكنا حصلنا على نتيجة ظلمنا حيث أُصبت بسرطان الدم !
أما إبن خالتي فقد مات حرقاً مع الشاهد الثاني
بسبب التماس كهربائي في الشقة التي كان يقيم فيها
وذلك بعد ثلاث سنوات من القضية.
@ قصة أخرى يرويها (سعد) فيقول: كنت أملك مزرعة خاصة بي وكان بجانبها قطعة أرض زراعية حاولت كثيراً
مع صاحبها أن يتنازل عنها ولكنه رفض..
فقررت في النهاية الحصول على الأرض ولو بالقوة
خاصة أنه لا يملك أوراقاً تثبت ملكيته للأرض التي ورثها عن والده، حيث أن أغلب الأهالي في القرى لا يهتمون
كثيراً بالاوراق الرسمية.
ويواصل :أحضرت شاهدين ودفعت لكل واحد منهما ستين ألف ريال مقابل أن يشهد كل منهما أمام المحكمة أنني
المالك الشرعي للأرض
وبالفعل بعدعدة جلسات إستطعت الحصول على تلك الأرض
وحاولت كثيراً زراعتها ولكن بدون فائدة مع أن الخبراء
أوضحوا لي أنها أرض صالحة للزراعة، أما مزرعتي
الخاصة فقد بدأت الآفات من الحشرات الأرضية تتسلط عليها
في وقت الحصاد لدرجة أنني خسرت الكثير من المال .
وبعد أن تعرضت لعدد من الحوادث التي كادت تودي بحياتي
قمت بإعادة الأرض لصاحبها فإذا بها تنتج أفضل من مزرعتي
اما الحشرات فقد إختفت ولم يعد لها أي أثر.
@ و يسرد (حمد ) تجربته المريرة قائلاً: عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية حدثت مشاجرة بيني وبين أحد
الطلاب المتفوقين فقررت بعد تلك المشاجرة أن أدمر مستقبله ، ويتابع :لا يمكن أن يسقط ذلك اليوم من ذاكرتي حيث حضرت في الصباح الباكر ومعي مجموعة من سجائر الحشيش التي كنا نتعاطاها ووضعتها في حقيبة ذلك الطالب ثم طلبت من أحد أصدقائي إبلاغ الشرطة بأن في المدرسة مروج مخدرات
وبالفعل تمت الخطة بنجاح، وكنا نحن الشهود الذين نستخدم المخدرات . ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني نتيجة الظلم الذي
صنعته بيدي ، فقبل سنتين تعرضت لحادث سيارة فقدت بسببه يدي اليمُنى.
وقد ذهبت للطالب في منزله أطلب منه السماح ولكنه رفض لأنني تسببت في تشويه سمعته بين أقاربه حتى صار
شخصاً منبوذاً من الجميع وأخبرني بأنه يدعو عليّ كل ليلة لأنه خسر كل شيء بسبب تلك الفضيحة.
ولأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فقد إستجاب الله لدعوته ، فهأنا بالاضافة إلى يدي المفقودة
أصبحت مقعداً على كرسي متحرك نتيجة حادث آخر!
ومع أني أعيش حياة تعيسة فإني أخاف من الموت
لأني أخشى عقوبة رب العباد.
كل هذه القصص وردت ضمن تحقيق أجرته صحيفة(الرياض)
قبل ثلاث سنوات لكنها ما زالت تنبض بالحياة!
لاأظن أحداً يجهل عقوبة الظلم فعن خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول الله : زعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"
ولكن الكثيرين ينسونها أو يتناسونها ويتساهلون في ظلم غيرهم سواءاً كان الظلم من رئيس لموظفيه أو قاض
لمن إشتكى لديه ! أو أب لإبنه او أبناء لوالديهم أو ظلم زميل
لآخر ، أو الظلم الذي تقوم به البنوك حين تستدرج البسطاء بقروض لتفرج الضائقة التي يمرون بها فإذا بها ترميهم في السجون أو تنتهي بهم إلى فقر أشد أو أولئك الذين ظلموا
أوطانهم واستحلوا سرقة العقود ومخالفة الأنظمة وتستروا
على المتخلفين ليحرموا أبناء بلدهم من حقوقهم في نصيبهم من الخير الذي فيه.
إنها رسالة
ترسل إلى كل من ظلم علها توقظه وتعيده لجادة الصواب
فإن لم يعد الى الحق فلينتظر نصيبه من العقوبة
كماحصل لهؤلاء وغيرهم كثير قد تعرفونهم !!
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ إتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [ رواه مسلم ].
المصدر :
محمد عبدالله المنصور – جريدةالرياض