موقع الكمبيوتر الكفي
موقع الكمبيوتر الكفي

العودة   الكمبيوتر الكفي > المنتديات العامة > المنتدى العام
انظمة المنتدى التقييم التجاري التعليمات قاعة المؤتمرات محرك البحث

للتذكير فقط ....

رسالة وداع للجميع واعلان اغلاق الموقع
رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-08-2010, 07:26 PM   #1
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية Nooruddeen
 
الرتبة الادارية: مشرف
تاريخ التسجيل: 11-04-2004
الدولة: KSA-المدينة
المشاركات: 16,058
مشاركات الشكر: 83,775
شكر 33,131 مرات في 10,195 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

كيف نتأثر بالقرآن ... موضوع مهم في رمضان وفي غيره من الشهور

كيف نتأثر بالقرآن ... موضوع مهم في رمضان وفي غيره من الشهور



كيف نتأثر بالقرآن ... موضوع مهم في رمضان وفي غيره من الشهور

كيف نتأثر بالقرآن


لفضيلة الشيخ د. يحيى بن إبراهيم اليحيى

قال تعالى : (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)

وقال : ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29)

وقال : ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)

وقال : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (لأنفال:2)

وقال : ((وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)

1. تهيئة الباطن :
• النية الصالحة .
• سلامة القلب : قال عثمان : لو سلمت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم
• ترك الشبع : القرآن والصيام يشفعان لصاحبهما .
• ترك المعاصي .

2. تهيئة الظاهر :
التهيؤ للقراءة بالوضوء والتطيب والسواك والهيئة الحسنة .
اختيار الوقت المناسب والجو الهادئ مثل آخر الليل . " (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) (المزمل:6)
في البخاري قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا نَشَأَ قَامَ بِالْحَبَشِيَّةِ وِطَاءً قَالَ مُوَاطَأَةَ الْقُرْآنِ أَشَدُّ مُوَافَقَةً لِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَقَلْبِهِ لِيُوَاطِئُوا لِيُوَافِقُوا " (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3)
" " (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1)
اختيار المكان المؤثر مثل المسجد والحرم وغيرها ، مع البعد عن التشويش ، قال أبو ذر : " من فقه الرجل أن يقبل على صلاته وقلبه فارغ "

3. استحضار مخاطبة الله لك مع استشعار عظمة الله .

4. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، قال ابن القيم : قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغل بمحاربته ومدافعته ، وعليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف عنك الكلب " فإذا استعاذ بالله من الشيطان بعد منه ، فأفضى القلب إلى معاني القرآن ، ووقع في رياضه المونقة ، وشاهد عجائبه التي تبهر العقول ، واستخرج من كنوزه وذخائره ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .." ذوق الصلاة ص 21

5. تحسين الصوت بالقرآن مع الترتيل . في البخاري : بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ

6. سماع القرآن من قارئ معين ترتاح له : روى البخاري : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ قُلْتُ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي "

7. تكرار الآية " عمر بقي ليلة يكرر آية ، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة:118)
7.)) وقام صحابي بسور الإخلاص ليلة روى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَزَادَ أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ أَنَّ رَجُلًا قَامَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ مِنْ السَّحَرِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.

8. رفع الصوت بالقرآن بين الجهر والسرية

9. التدبر والتمعن في القرآن ومحاولة فهم معانيه . ولو تكلفته كما قال تعالى : " (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (قّ:37)

10. قراءة التفسير بعد ذلك.

11. القراءة في كتب تناسب الآيات والسور

12. استحضار الحال التي نزلت فيها الآية .
13. معرفة حالك وحال الناس حين قراءة القرآن : مثل معرفة التفريط وكثرة الذنوب ، وكفران النعم .

14. استغلال المناسبات والوقائع : مثل المحن والفتن أو النعم ، فسيخطر لك من المعاني ما كانت تخفى عليك من قبل

15. المدارسة والاجتماع عليه (( يتدارسونه بيينهم )) روى البخاري حَدَّثَنَا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ "

16. لا تقرأه إلا على قوم يشتهونه : في البخاري عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حَدِّثْ النَّاسَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ أَبَيْتَ فَمَرَّتَيْنِ فَإِنْ أَكْثَرْتَ فَثَلَاثَ مِرَارٍ وَلَا تُمِلَّ النَّاسَ هَذَا الْقُرْآنَ وَلَا أُلْفِيَنَّكَ تَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ فَتَقُصُّ عَلَيْهِمْ فَتَقْطَعُ عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُمْ فَتُمِلُّهُمْ وَلَكِنْ أَنْصِتْ فَإِذَا أَمَرُوكَ فَحَدِّثْهُمْ وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ فَانْظُرْ السَّجْعَ مِنْ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ يَعْنِي لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ الِاجْتِنَابَ"


والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر
كيف نتأثر بالقرآن ... موضوع مهم في رمضان وفي غيره من الشهور

اللهم بلغنا رمضان، واجعل القرآن الكريم حجة لنا وشفيعا لنا يوم الدين.
Nooruddeen غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 4 من الاعضاء يشكرون Nooruddeen على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة

اخر 5 مواضيع للعضو Nooruddeen
الموضوع الاقسام الرد الاخير للعضو الردود مشاهده اخر مشاركة
تحديث 28-9-2023: مواقيت الصلاة على الساعات الذكية... منتدى الأخبار Nooruddeen 13 24806 07-01-2023 06:12 PM
وداعًا هكذا الدنيا ... المنتدى العام نصرالدين البلداوي 1 11096 04-03-2020 04:09 PM
بدأت اختبارات البطاريات الفائقة القادرة على تشغيل... منتدى الأخبار khaled7753 15 22719 07-01-2020 08:55 AM


اعلان

قديم 09-08-2010, 08:23 PM   #2
taiseer999
كبير الخبراء
 
الصورة الرمزية taiseer999
 
تاريخ التسجيل: 16-07-2004
الدولة: Kingdom of heaven
المشاركات: 27,153
مشاركات الشكر: 12,019
شكر 111,090 مرات في 14,197 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

جزاك الله خيرا موضوع مهم - جعله الله في ميزان حسناتك

taiseer999 غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 3 من الاعضاء يشكرون taiseer999 على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 12-08-2010, 02:33 PM   #3
Nooruddeen
عضو اساسي
 
الصورة الرمزية Nooruddeen
 
الرتبة الادارية: مشرف
تاريخ التسجيل: 11-04-2004
الدولة: KSA-المدينة
المشاركات: 16,058
مشاركات الشكر: 83,775
شكر 33,131 مرات في 10,195 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

كيف نقرأ سُوَرَ القرآن ؟

لفضيلة الشيخ د. عصام بن صالح العويد

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
القرآن حدائق ذات بهجة ، فإذا أتممت سورة وبدأت بأخرى فقد انتقلت من شجرة يانعة الثمرة إلى شجرة تشبهها بثمرة تختلف عنها ، وإذا انتقلت من حزب إلى حزب فمِن حديقة غنّاء إلى روضة أخرى ، فـ (السبع الطوال) و (ذوات الراء) (المسبحات السبع) و (الطواسيم) و (ذوات الم) و (الحواميم) و (المفصل) لكل حزب لونه الخاص به ، ولكل سورة طعمها الذي يميزها عن غيرها ، فتذوقها برفق وحاذر الهرس! والجرش! فهو سبب التخمة والملل .
وهذا التنزيل العظيم هو مأدبة الله في الأرض ، والناس حولها ثلاثة أصناف : جائع محروم منها ، وسقيم يأكل وقد فقد حاسة الذوق فلم يتهنَّ بها ، ومعافى رأى على مأدبة الكريم (114) مختلفاً ألوانها فأصبح يطعم برفق وأدب كاملين ، وفي فمه مع كل (سورة) منها طعم وذوق وعِطر هو لها ، ولأختها من سور القرآن غيرها ،

فكيف نتذوق لذة القرآن ونميز حلاوة كل سورة في القرآن عن حلاوة أختها ؟

أولاً - ليكن بين يديك دائماً عند القراءة تفسير مختصر كالتفسير الميسر أو زبدة التفسير أو الجلالين أو المصباح المنير أو السراج في غريب القرآن لـ د.الخضيري ونحوها .
طالعه إذا استغلق المعنى عليك أو شككت فيه أو عنّ في ذهنك لطيفة تبغي التحقق من سلامة موردها .

ثانياً - أحضر قلبك وحركه بالقرآن ، فإن شرد فقف والحق به ، ستتعب في البداية وسيذعن لك في النهاية ، وقد أطلت في بيان ضرورة ذلك في رسالة (فن التدبر) فلا اُطيل عليك هنا ، لكنْ لتكن على يقين أنه ضرورة كضرورة الروح للجسد .

ثالثاً - اجعل نفسك طَرَفاً ثم ظرْفاً لخطاب ربك ، اجعل القرآن مرآة نورانية ترى فيها أقوالك وأفعالك ، فهذا يُعطّر وهذا يُغسّل وهذا يُقص وهذا يُصفّف وهذا يُعالج وهذا يُبتر إن لزم الأمر ، وهكذا .
مرتّ بك آية البقرة (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) 27
فعندئذٍ تتذكر الرحم هل وصلتها أو قطعتها ؟
مرة بك آيات التوحيد والإخلاص والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلام الحسن وغض البصر وتحريم الزنا والربا والعقوق والكذب والهمز والغيبة ... ،
فتقف هنا لتعرض نفسك عليها آية آية وكأنك تتهيأ للحساب والعرض الأكبر يوم القيامة .

رابعاً - قبل أن تبدأ بالسورة تأمل في اسمها أو أسمائها فهو مفتاحها الذي تدخل به إليها ، وقد قال ابن القيم في زاد المعاد (2 / 307) : لَمّا كَانَتْ الْأَسْمَاءُ قَوَالِبَ لِلْمَعَانِي ، وَدَالّةً عَلَيْهَا ، اقْتَضَتْ الْحِكْمَةُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا ارْتِبَاطٌ وَتَنَاسُبٌ وَأَنْ لَا يَكُونَ الْمَعْنَى مَعَهَا بِمَنْزِلَةِ الْأَجْنَبِيّ الْمَحْضِ الّذِي لَا تَعَلّقَ لَهُ بِهَا ، فَإِنّ حِكْمَةَ الْحَكِيمِ تَأْبَى ذَلِكَ وَالْوَاقِعُ يَشْهَدُ بِخِلَافِهِ بَلْ لِلْأَسْمَاءِ تَأْثِيرٌ فِي الْمُسَمّيَاتِ وَلِلْمُسَمّيَاتِ تَأَثّرٌ عَنْ أَسْمَائِهَا فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ وَالْخِفّةِ وَالثّقَلِ وَاللّطَافَةِ وَالْكَثَافَةِ كَمَا قِيلَ :
وَقَلّمَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ ذَا لَقَب *** إلّا وَمَعْنَاهُ إنْ فَكّرْتَ فِي لَقَبِهِ
... وَلَمّا كَانَ بَيْنَ الْأَسْمَاءِ وَالْمُسَمّيَاتِ مِنْ الِارْتِبَاطِ وَالتّنَاسُبِ وَالْقَرَابَةِ مَا بَيْنَ قَوَالِبِ الْأَشْيَاءِ وَحَقَائِقِهَا ، وَمَا بَيْنَ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَامِ عَبَرَ الْعَقْلُ مِنْ كُلّ مِنْهُمَا إلَى الْآخَرِ كَمَا كَانَ إيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ يَرَى الشّخْصَ فَيَقُولُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ اسْمُهُ كَيْتَ وَكَيْتَ فَلَا يَكَادُ يُخْطِئُ .. . الخ كلامه رحمه الله ،
وهذا إن كان في غير القرآن فما بالك بالقرآن العظيم الذي أسماء سورة إما بنص كتابٍ أو سنةٍ معصومة أو إجماعِ صحابةٍ أو استفاضةٍ في الأمة .
وكان الصحابة خصوصاً ابن عباس رضوان الله عليهم يعتنون بأسماء السور أو أوصافها التي تدل على مقصودها ورحاها الذي تدور حوله ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر الفاروق رضي الله عنه قيل له : سورة التوبة ؟ قال : هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا .
وعن حذيفة رضي الله عنه في براءة : يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب . وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما : سورة التوبة ؟ قال : التوبة بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها . وعن قتادة قال: كانت تسمَّى هذه السورة: (الفَاضِحَةَ) ، فاضحة المنافقين.
وعن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس : سورة الأنفال ؟ قال : تلك سورة بدر .
وفي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس سورة الحشر . قال : قل بني النضير . أي سورة بني النضير .
وفي البخاري أيضاً عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له وما المحكم ؟ قال المفصل .
قال سعيد بن جبير : إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم .

إذا تقرر هذا فأعود لأقف مع بعض أسماء السور :
1- سورة الفاتحة : هذا هو اسمها الأشهر وهو محل إجماعٍ يقيني في أمة القرآن ، قال ابن عاشور رحمه الله في التحرير : وفاتحة مشتقة من الفتح وهو إزالة حاجز عن مكانٍ مقصودٍ وُلُوجه فصيغتها تقتضي أن موصوفها شيء يزيل حاجزا .
فهي المفتاح الأعظم الذي يفتح لك كل باب للخير ، فهي مفتاحك لعلم الكتاب ، وهي مفتاح الحُجُب بينك وبين الله ، تأمل قول ابن كثير رحمه الله : وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب هو المناسب ؛ لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى ؛ فلهذا قال : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) . ويقول ابن عاشور : وما هنا التفات بديع ، فإن الحامد لما حمد الله تعالى ووصفه بعظيم الصفات بلغت به الفكرة منتهاها فتخيل نفسه في حضرة الربوبية ، فخاطب ربه بالإقبال .
هي أبواب تُفتح شيئاً فشيئاً لمن وفقه الله فتعلَّم كيف يَفتحُ بالفاتحة تلك الأبواب المغلقة .

2- سورة البقرة : سُميت بهذا الاسم في صحيح السنة المطهرة وتواتر ذلك في الأمة عالمها وعامتها ، ولها أسماء أخرى هي أوصاف لها ، وليس سديدا أن يُقال بأنها سميت بهذا الاسم لذكر البقرة فيها ، فاسم (البقرة) جاء أيضاً في غير هذه السورة كالأنعام ويوسف ، وقد ذُكر فيها (طالوت) عليه السلام والذي لم يأت ذكره إلا في سورة البقرة فكان الأولى التسمية به لأسباب لا تخفى لو كان هذا التعليل صحيحاً .
فما دلالة الاسم هنا ؟ "سورة البقرة" سورة أوامر ونواهي وهي مليئة بها حتى قال ابن العربي رحمه الله : سمعت بعض أشياخي يقول : فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر . واسم (البقرة) ورد في سياق تعنت بني اسرائيل في الاستجابة لأمر موسى عليه السلام (أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) ثم (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ .. فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ) (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا) ... ، ولا يوجد في السورة قصة كهذه في شدة تلجلج قوم مع أوامر نبيهم (وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) ، وكانت العاقبة (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ... ) .
فناسب تنبيه أمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا يكونوا في موقفهم من أوامر "سورة البقرة" كأصحاب البقرة ؟
فكلما مرّ بك أمر أو نهي فيها فتذكر أصحاب البقرة .

3- سورة الكهف : هي كهفك من الفتن ، وهي المنجية من أعظم فتنة فتنة المسيح الدجال وفي ذلك أحاديث مشهورة صحيحة ، وقد ذكرت أصول الفتن الأربع وكيفية النجاة منها .

4 - سورة الحج : يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ‏سورة الحج‏‏ تضمنت منازلَ المسير إلى الله، بحيث لا قاطعٌ يقطع عنها‏.‏
وكلام هذا الإمام يحققه أن السورة سميت باسم الحج ، والحج في اللغة : هو القصد إلى معظم ، وأعظم مقصود هو العظيم سبحانه ، والناس كلهم سائرون إلى هذا العظيم في جلاله وجماله ورحمته وعذابه جل في علاه ، فالسورة إنما هي علامات ومنازل لهؤلاء السائرين ، من استدل بها بلغ ، ومن أعرض عنها انقطع .
وهكذا دواليك ،، فإن استغلق دونك هذا المفتاح الأخير ، وحار ذهنك في أسماء السور فدعه إلى حينه فهو مع عظيم أثره مِن مِلَح العلم لا من صُلبه ، وعُضّ بالثلاث الأول .
لا حرمني الكريم وإياك لذة مأدبته التي أنزلها زادا لا غنى عنه لي ولك ،،
*******

Nooruddeen غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 3 من الاعضاء يشكرون Nooruddeen على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
قديم 14-08-2010, 06:49 AM   #4
سعد بن سعد
عضو اساسي
 
تاريخ التسجيل: 25-06-2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 1,053
مشاركات الشكر: 1,545
شكر 2,026 مرات في 593 مشاركات

الاوسمة التي حصل عليها

جزاكم الله خيراً
ونفع الله بكم أخي الغالي نور الدين

سعد بن سعد غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 3 من الاعضاء يشكرون سعد بن سعد على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة
رد

العبارات الاستدلاليه
كتب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الانتقال السريع إلى

جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:46 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.