الإلكترونيات بين الحاجة و الضرورة

[Freemanrepo]

من عاصر الـ20 سنة الماضية فبالتأكيد لاحظ النهضة التقنية الكبيرة التي شهدها عالمنا الواسع. هذه النهضة كان لها أثر كبير خصوصا على أسلوب حياتنا اليومي و الشخصي. العالم أصبح متصلا أكثر من أي وقت سابق، اتصالات انترنت سريعة و هواتف متطورة أصبحت في أيدي الجميع. هذه النهضة أيضا أثرت على قطاع الأعمال و الصناعة و غيرها الكثير بدرجات مختلفة، لكن في مقالة اليوم أريد القاء الضوء أكثر على حياة الفرد و دور التقنية فيه.
قبل عدة سنوات وصلت لنا تقنية الهواتف المحمولة و المتنقلة و بدأ تنتشر بشكل سريع. قبل ذلك لم تكن الهواتف مربوطة بالأشخاص بقدر كونها مربوطة بمناطق و أماكن معينة. فهناك رقم هاتف لمنزل ما، أو رقم هاتف لمتجر ما أو شركة و مكتب معين. الآن هذا يستمر كما كان سابقا عبر الشبكات الأرضية، لكن هنا أيضا وصلت الهواتف المحمولة التي أصبحت مرتبطة بالأشخاص ذاتهم، فكل مستخدم له رقمه الخاص الذي تستطيع الوصول اليه مباشرة عبره.
في الماضي كان كل شيء يدور كما يرام، الهواتف المحمولة ليست في يد كل شخص تقريبا، و لم يكن أحد يعتبر هذا الأمر من ضروريات الحياة إطلاقا. لكن مع النهضة التقنية اكتشفنا أن هناك أشياء ستضاف لحياتنا و ستأسس نفسها كأحد ضروريات الحياة الحديثة. فكرة أن تتصل بأي شخص تعرفه في أي وقت و في أي مكان كان كانت مذهلة حينها، و لا أحد يستطيع إنكار فائدتها الكبيرة. اليوم أصبحت الهواتف أيضا أحد الإكسسوارات التي يتباها بها الناس، حتى الأطفال أصبحوا يحملون الهواتف المحمولة في البيت، في المدرسة و في أي مكان ينتقلون اليه.

اذا اعتبرنا الهاتف المحمول كمقال هنا، ربما لن نستطيع حقيقة تحديد مدى ضروريته للمستخدم بشكل دقيق جدا. فربما يقوم شخص عادي بإدعاء أنه لا يحتاج هاتفا محمولا في حياته إطلاقا، لكن في المقابل هناك من يدعي أنه قد يفقد الكثير اذا لم يملك هاتفا محمولا يأخذه معه الى كل مكان. ربما ينطبق كلامنا الأخير على شخص يعمل في قطاع تجاري، فعدم حمله هاتفا محمولا يسهل الوصول اليه في كل لحظة قد يجعله في موقف سيء بالمقارنة مع منافسيه ممن يستخدمون الهاتف المحمول.
الهاتف المحمول لم يعد فقط جهازا لإجراء المكالمات اللاسلكية، فهو قد أصبح منظم حياة كامل، يرتب مواعيدك و يربطك بالشبكة الإلكترونية و بريدك الإلكتروني، و أيضا يقوم بوظائف كثيرة أخرى مثل الآلة الحاسبة و التصوير و غيرها. بالتأكيد التقنية تأثر على حياتنا، و هناك احتمال أن يظهر منتج جديد في أي لحظة لينصب نفسه جزئا رئيسيا من حياتنا الخاصة أو العامة. لكن إن رأينا الى الصورة الكبيرة، فسنجد أن هناك العديد من الأجهزة الإلكترونية في حياتنا، لكن ما هو مدى ضروريتهم و لماذا أملكهم جميعا اذا لم يكونوا بتلك الأهمية؟
البريد الإلكتروني هي خدمة سحابية أستطيع الوصول اليها عبر عدة منافذ مختلفة، منها كما نعرف جميعا الحاسوب الشخصي. لكن لأي درجة احتاج أن أصل الى بريدي الإلكتروني؟ هل أحتاج ثلاثة أو أربعة أجهزة مختلفة للوصول الى نفس الخدمة بشكل يومي أو شبه يومي؟ من الطبيعي جدا أن تجد شخصا هذه الأيام يملك حاسوبا مكتبيا، و آخر محمول، و ربما جهازا لوحيا و هاتفا ذكيا، و القائمة قد تستمر. عند التفكير بعمق قد يجد الشخص نفسه فعلا محاطا بالكثير من الأجهزة الغير ضرورية، محاطا بأدوات تقوم بالكثير من الوظائف المشتركة، و الأكثر سوء هي أن لا يستطيع الشخص أن يعطي كل منها حقه الكافي من ساعات الإستخدام التي تبرر اقتنائه لها.

لقد اختلطت الضرورة هذه الأيام بالرغبة، و أصبحت الكماليات تتواجد في حياتنا بشكل كبير جدا، و ربما مختلف بين شخص و آخر، و حياة و أخرى. من يعمل في مجال تجاري أو صناعي قد يكون في حاجة أكبر للإلكترونيات من مستخدم آخر. لكن في النهاية و للمستخدم العادي ربما هناك تقصير في عملية التفكير المسبق للشراء. البعض أصبح لا يفكر كثيرا فيما يحتاجه فعلا و ما قد يؤثر إيجابيا على حياته. من يلعب الدور الأكبر الآن هو رغبة الشخاص و هواه، فهناك من يحصل على جهاز جديد فقط لأنه معجب بتصميمه، أو مبهر بمواصفاته التقنية، و لا يستطيع تمالك نفسه حتى يحصل دائما على آخر السوق و جديد المنتجات. هناك أيضا ممن هو اسوأ حالا في حياته مع الإلكترونيات، فهو لا يعلم حتى كيف يستخدمها بشكل صحيح أو يوظفها في حياتها، و هي مجرد إكسسوارات كمالية و أدوات للتباهي أمام الناس.
هل أحتاج حاسوبا مكتبيا و آخر محمولا و جهازا لوحيا و هاتفا ذكيا و قارئا إلكترونيا و أي منتجات أخرى تملك العديد من الوظائف المشتركة بينها؟ ربما نستطيع الإستفادة أكثر إن قمنا بالبحث و التفكير المسبق قبل شراء أي جهاز جديد. يجب أن يدرك الشخص أن هناك وظائف معينة فقط في أي جهاز جديد التي سيكون لها دور كبير في حياته، أو يمكن أن يصنفها ضمن الضرورات. هل أحتاج الى جهاز لوحي و هاتف محمول ذكي معا؟ هذا سيعتمد كثيرا على نمط حياتك اليومي، أين يمكن أن تحمل الجهاز اللوحي معك، كم من ساعات الإستخدام تستطيع توفيرها له، هل بالإمكان أن يقوم هاتفك المحول الذكي أن يعوض هذه الساعات من الإستخدام؟ هي عوامل كثيرة مؤثرة و ستساعدك في اتخاذ القرار، لكن المهم أن تحاول أن تتعرف عليها و تقيمها قبل اقتنائك لأي جهاز جديد.
لا ننسى أن التسلية و الترفيه ضرورية في حياتنا، و ربما سيكون لها دور عند اقتنائك لجهاز جديد. لكن الضرورات بالتأكيد تأتي في المقام الأول، و يمكن لنا أن نقوم بقرارات شراء أفضل في حياتنا اذا أدركنا فعلا ما هو أسلوب حياتنا اليومي و ماذا نحتاج لنحسن منه. ربما أيضا نستطيع تحسين حياتنا اليومية بالتعرف أكثر على التقنيات الموجودة في حياتنا. أن نتعمق في هواتفنا الذكية أو أجهزتنا اللوحية قد تعرفنا على الكثير من الوظائف و الخصائص التي لم نلقى لها بالا أبدا رغم أهميتها. في النهاية كل ما نحتاجه هو المزيد من التفكير و المنطقية في اتخاذ القرار، و المزيد من الذكاء في استغلال تقنيات هذا العصر الرائعة.

[AWADH1406]

روووووووووعة بصراحة ......

فعلا لي فترة افكر هل يتوجب علي شراء جلاكسي اس 2 + جلاكسي تاب...!!؟؟

او آي فون4 + أي باد 2 ...!!؟؟

الآن اعتقد انني قررت فشكرا لك.....

[Nooruddeen]

شكرا لك على الموضوع المهم والمفيد.

عن أبي بردة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع؛
عن عمره فيما أفناه،
وعن علمه ما عمل به،
وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه،
وعن جسمه فيما أبلاه).
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

[NEW KING]

أجهزة الهواتف الحديثة ذوات الشاشات 3.5 او 4 بوصة تقوم بكااااااامل ما يقوم به الجهاز اللوحي ورغم ذلك نجد الكثير يقوم بكل ما اوتي من قوة للحصول على جهاز لوحي وللأسف معه هاتف يقوم بما يقوم به الجهاز اللوحي واكثر من اتصال ورسائل وغيرة .

[gowl77]

يا راجل
انت مدوخ نفسك ليش
الفلوس رايحة رايحة هاليومين
متع نفسك قد ما تقدر
اليوم ما تلحق على التكنولوجيا