يُقال أن شاعراً سودانياً فقد عقله في آخر أيامه ودخل مستشفى المجانين، وأراد أهله أن يُعالجوه بالخارج.
وفي المطار رأى إمرأة جميلة برفقة زوجها، فأطال النظر إليها والزوج يحاول أن يمنعه فأنشد يقول:
أعلى الجمال تغارُ منا
ماذا علينا إن نظرنا
هي نظرةٌ تُنسى الوقارَ
وتُسعد روح المعنى
دنياي أنتِ وفرحتيِ
ومُنى الفؤاد إذا تمنى
أنت السماءُ بَدَت لنا
واستعصمت بالبُعدِ عنا
وعندما سمعها اﻷديب/ عباس محمود العقاد سأل عن قائلها فقالوا له:
إنه الشاعر السوداني (إدريس جمّاع) وهو الآن في مستشفى المجانين.
قال: هذا مكانه، لأن هذا الكلام ﻻ يستطيعه ذوو الفكر ... !!
وعندما ذهبوا به إلى لندن للعلاج في إحدى المستشفيات أُعجب بعيون ممرضته وأطال النظر في عينيها،
فأخبرت مدير المستشفى بذلك فأمرها أن تلبس نظارة سوداء ففعلت، وعندما جائته نظر إليها جمّاع وأنشد:
والسيف في الغمدِ لاتُخشى مضاربه
وسيفُ عينيكِ في الحالين بتّارُ
صُنف هذا البيتُ أبلغ بيت شعر في الغزل في العصر الحديث
وهذا الشاعر هو صاحب الأبيات الشهيرة التي يقول فيها:
إن حظي كدقيق فوق شوكٍ نثروه
ثم قالوا لِحفاةٍ يوم ريحٍ إجمعوه
عَظم الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه
أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تُسعدوه
لطائفٌ من الأدب العربي