عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2013, 04:45 AM   #3
nourelhak
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: 05-12-2012
الدولة: القاهرة
المشاركات: 110
مشاركات الشكر: 78
شكر 44 مرات في 32 مشاركات
العلمانية

العلمانية

قد تعنى هذه الكلمة فى اشتقاقها أنها تعنى رفع شعار العلم ومن ثم فلا تعارض بينها وبين الإسلام ... بل أنها إحدى وسائل الإسلام وبعض أهدافه .

والدعوة إلى العلم فى ذاتها دعوة كريمة مستجابة من كل ذى عقل ، إذا كان العلم هو سبيل الإنسان إلى الرقى والنمو الروحى حيث يميز به الخير من الشر والهدى من الضلال ...

وما كان أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم إلا علماء ومعلمين ، وما كانت رسالاتهم إلا ينابيع علم ومعرفة تهدى الناس إلى الحق وتقيم وجوههم على موارد الخير .

وكلمة العلم وما بشتق منها أكثر الكلمات دورانا فى القرآن الكريم ، فقد ورد ذكر العلم ومشتقاته أكثر من ثمانمائة وعشرين مرة فى الكتاب الكريم .

ويكفى شرفًا للعلم وتنويها بقدره أن الله سبحانه وتعالى وصف ذاته الكريمة بالعلم فهو سبحانه
عالم .... وعليم .... وعلام
قال تعالى : ({عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالٍ} [الرعد:9]...
قال تعالى : وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(244). سورة البقرة
قال تعالى : {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [سـبأ:48].) .

وأما العلمانية التى يرفع البعض شعارها فى هذه الأيام ، فهى دعوة من الدعوات الخادعة المضللة التى تدخل على الناس فى زى براق وقد اختيرت بعناية شديدة ليوقعوا المسامين فى وهم شديد حينما يطالبون بقيام دولة علمانية .

والحقيقة أن العلمانية ترجمة للكلمة الإنجليزية secuiayity ، وهذا اشتقاق من كلمة seculay ، وهى مرادفة لكلمة unreliyous أى لا دينى أو غير عقيدى ، ومن ثم كانت معنى اللادينية .

من هنا نحس خبث ترجمة الكلمة إلى لفظ العلمانية ، ونحس خبث الذين يستعملون هذا اللفظ دون اللفظ الكاشف عن المعنى المقصود ، فالعلم الذى يتحدثون عنه هو الذى ينعزل عن الدين انعزالا حاسمًا ، بل ويقف منه موقفًا معاديا فحيث كانت للعلم كلمة عند هؤلاء العلمانية فليس للدين أن يكون له حساب معها أو رأى فيها أيا كان هذا الرأى موافقًا أو مخالفًا انها لا تقبل من الدين حكمًا لها أو عليها فى مقررات العلم ومعطياته لأنها تعترف بالدسن ولا تحفل بمقوماته .


وإذا كانت العلمانية خطوة طبيعية فى الفكر الغربي نتيجة قصور المقاهيم الدينية التى كان يحملها رجاله عن مجاراة النهضة ، فكان هذا القصور مع تلك الحملة التى شنتها الكنيسة الغربية على العلم مصدرًا من المصادر الهامة فى زيادة التحدى الذى رد به رجال النهضة بإقصاء الدين كلية عن محيط الفكر والمجتمع فى الغرب ، وتلك قضية معروفة لها جذور وامتدادات واسعة ، ولها تاريخ طويل له مراحل متعددة ، تحول به الفكر الغربى من مرحلة إلى مرحلة حتى وصل إلى المرحلة التى غلبت فيها العلمانية ، والمادية .

وقد انتقلت الفكرة إلى بلاد المسلمين مع دعاة التغريب من تلامذة المصرين والمستشرقين الذين أحلهم النفوذ افستعماري مكان الصدارة فى مجالات التوجيية والتعليم ، والعلمانيون يغالطون حين يدعون غلى تطبيق مناهج العلم التجريبى فى العلوم الإنسانية ، ويتهمون المسلمين بالعقلية الغيبة ، ويدعون إلى فصل الدين عن الدولة ، كما ينادى العلمانيون إلى القول بنسبية الأخلاق ، والقول بتطور الأخلاق تبعًا لعامل الزمان او عامل المكان ، واختلاف ظروف الحياة ، وهو منطق يرمى إلى التحرر من الضوابط الخلاقية والمثل العليا جملة .

ولست فى مجال الرد على ما يدعيه هؤلاء العلمانيون ، ولكنى أوضح شيئًا آخر هو فى نظرى أهم بكثير من تنفيذ مزاعمهم .

فمن المعروف أن الإسلام ( عقيدة وشريعة ) ، ( ودين ودولة ) ، ( مصحف وسيف ) ، ( إيمان ونظام ) وكما عرف أن الدولة التى يقيمها الإسلام لاتوصف علمانية ، كما لاتوصف بأنها دينية بالإيحاءات التى عرفت فى القرون الوسطى عند الأوروبين !!
فلا توصف بأنها علمانية لأنها حكومة اهتمامها ليس منصبًا على توفير الخبز فقط فهى تهتم بتوفير الخبز ، و لهم أيضًا فى إقامة الصلاة والدولة العلمانية حدودها تقف عند الرفاهية ثم تنتهى عند هذا الحد .
أما الحكومة فى الإسلام فإن رسالتها تتجاوز حدود الرفاهية ، وترقى بالإنسان
قال تعالى :
( ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [سورة الحج: 41]
والحكومة الإسلامية ولاؤها لله وتسعى لتحقيق سعادة الإنسان فى الدنيا والأخرة .

أما العلمانية فهى تعنى التفريق بين العلم والدين حيث كانا متضادين فى أوروبا وهم يريدون دينا بلا دولة ودولة لا دين لها ... يرفضون أن يمسك الدين بزمام الحياة ، أو أن يسود ويقود .

والعلمانية عند البعض منهم هى قبول الإسلام عقيدة ورفض الإسلام شريعة ، ويقولون بأن الحكومة الإسلامية حكومة جهلة ودراويش كما يقولون بأن الحكم الإسلامى سيوجد الفتن .

والحقيقة أن الحكومة الإسلامية تضع كل إنسان فى مكانه الصحيح ، وتعطى للعلماء المتخصصين دور فى ميادين نبوغهم بما يخدم أمتهم الإسلامية ومجتمعهم

ومن الأسف أن بعض أدعياء العلم عندنا من الذين ينتسبون إلى الإسلام قد تمذهبوا بمذهب العلمانية فخرجوا على الدين خروجًا سافرًا فى أقوالهم ، وأفعالهم ، وسلوكهم ليقول الناس عنهم أنهم أحرار التفكير ورواد الإصلاح ، وما هم إلا ببغاوات ليرددون كلمات وافدة من الغرب ، وكل وافد من الغرب هو ععندهم طابع المدينة وسمة الحضارة

وسائل نشر العلمانية :

هناك وسائل متعددة لنشر العلمانية فى بلدان العالم الإسلامى لعل أخطرها التعليم ومناهجه التى تخدم هذا الإتجاه،وكذلك الإعلام بأنواعه المختلفة من صحافة وكتب وغيرها
كذلك هناك ( علمنة القانون ) ، وقد اقترنت فى مصر بالإحتلال الإنجليزى فكانت أول علمنة سنة 1301 ه ( 1883 ) بعد الإحتلال بسنة واحدة ، واقترن إلغاء الإمتيازات الأجنبية بالأخذ بالتشريع الغربى ، ثم اقترن إلغاء النص على أن دين الدولة هو الإسلام فى دستور مصر المؤقت سنة 1958 ، ثم فى ميثاق العمل الوطنى سنة 1962 وفى تركيا بدأت ( علمنة القانون ) منذ سنة 1256ه ( 1740 م )، ثم صارت بعد ذلك بتؤدة حتى تمت أكبر علمنة بإعلان إلغاء الخلافة على يد كمال أتاتورك فى سنة 12343ه ( 1924م ) .
وأكثر الدول الإسلامية - بكل أسف - تمت فيها علمنة القانون .

nourelhak غير متصل   رد مع اقتباس
عدد 3 من الاعضاء يشكرون nourelhak على مشاركته الطيبة ويطلبون المزيد من هذه المشاركات الرائعة ويدعون له بالتوفيق
مشاهدة/اخفاء قائمة الشكر لهذه المشاركة

اعلان