قصص تحمل حكمة وعظه
الوليد والهرم
دخل الوليد بن عبد الملك المسجد، فرأى رجلاً تبدوا عليه الفاقة، وقد أدركه الكبر، وأحنى ظهره الهرم ، ووهن منه العظم ،
واشتعل رأسه شيبا .
فلما دنا منه سمعه يتوجه إلى الله بالدعاء في أن يطيل عمره .
وأراد الوليد ان يمزح معه ، فقال له :
أيها الرجل الهرم، اتحب الحياة مع ما انت فيه من وهن وضعف؟
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين، لقد ذهب الصبا وعبثه،
وولى الشباب ولهوه، وأتى الكبر وعقله، والهرم وفضلة .
فإذا شعرت بالقوة والعافية شكرت ربي وحمدته،
وإذا أحسست بالضعف والهزال ذكرت ربي وعبدته ،
وإني أُحب أن تدوم هاتان الخصلتان !
فسر الوليد من حسن كلامه وعظيم إيمانه ،
ثم أمر برعايته وتوفير أسباب الراحة له .
<><><><><><>
المشورة
قال عمر بن عبد العزيز :
المشورة والمناظرة بابا رحمة، ومفتاحا بركة،
لايضل معهما رأي، ولا يفقد معهما حزم .
<><><><><><>
ابن أدهم واستجابة الدعاء
سُأل إبراهيم بن أدهم ...
مابالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟
فقال : لأنكم عرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته،
وعرفتم القرآن فلم تعملوا به،
وأكلتم نعم الله فلم تؤدو شكرها،
وعرفتم الجنة فلم تطلبوها،
وعرفتم النار فلم تهربوا منها،
وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه،
وعرفتم الموت فلم تستعدوا له،
ودفنتم الأموات فلم تعتبروا،
وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس .
<><><><><><>
قولاً نافعاً
عن سفيان بن عبد الله الأنصاري، رضي الله عنه قال:
قلت : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام
قولا لا أسأل عنه أحد غيرك.
قال: (( قل آمنت بالله ثم استقم )) . رواه مسلم
<><><><><><>
الحاسد
كان يقال: الحاسد إذا رأى نعمة بهت،
وإذا رآى مصيبة شمت .
وكان يقال : من علامات الحسود أن يتملق الرجل إذا حضر،
ويغتابه إذا غاب، ويشمت بالمصيبة إذا نزلت .
<><><><><><>
الهم
مر إبراهيم بن أدهم برجل وجهه ينطق بالهم والحزن ...
فقال إبراهيم إني سائلك عن ثلاث فأجابني ...
فقال الرجل : نعم
فقال إبراهيم : أيجري في هذا الكون شىء لايريده الله ؟
فقال الرجل : لا .
قال إبراهيم : أفينقص من رزقك شيء قدرة الله ؟
فقال الرجل : لا
قال إبراهيم : أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله ؟
فقال الرجل : لا .
فقال إبراهيم : فعلام الهم .