بإختصار ...
الحكومة الأمريكية أدركت الآن فقط أن الشــركات الصينية باتت تشــكل خطراً متنامي على الإقتصاد الإمريكي الذي أصبح الآن يتراجع بحدة في ضل الهيمنة الصينية.
جميع المؤشـرات تقول أن الصين في غضون بضع سنوات سيصبح إقتصادها (الأول في العالم) حيث أنها ستنتزع هذه المرتبة التي سيطرت علها الولايات المتحدة الإمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية و إلى يومنا هذا.
المصيبة أن الولايات المتحدة (كما يقول المحللين الإقتصاديين) أنها لن تنحدر للمرتبة الثانية فحسب بل ربما إلى المرتبة الثالثة أو أعلى ... لأن المرتبة الثانية باتت محجوزة للهند
لذلك لن نســتغرب حين نرى هذه الهجمة الشــرســة من حكومة الولايات المتحدة على كل ما هو صينيي فتارة تتهم الولايات المتحدة الشركات الصينية بأنها تستخدم أجهزتها في التجسس لصالح الحكومة الصينية (وهذا ما نفته الشركات الصينية جملة و تفصيلاً) و تارة أخرى تحاول إدارة ترامب نقل الصناعة من الصين إلى أمريكا مرة أخرى و هذا واضح جداً في خطابات ترامب المتعاقبة بأنه يطمح إلى أن يعيد أمريكا العظيمة من جديد و لكن لا ندري إن كان سينجح في ذلك أم لا.
لا نريد أن نخوض في نقاشات سياسـية فنحن في منتدى تقني بحت و لكن هذا الخبر بالذات هو سياسي أكثر منه تقني لأن الهدف الواضح منه هو إضعاف الشركات الصينية و إجبارها على التقوقع في محيطها الإقليمي فقط بعيداً عن الأسواق التي تهدد المصالح الأمريكية.
من وجهة نظري أن مريكا لن تنجح و أن المستقبل هو للصين و أن مثل هذه القرارات المتعسفة من الإدارة الإمركية ســتســرع من خطط الحكومة الصينية في دعم شركاتها لمنافســة الولايات المتحدة في إنتاج المعالجات بل و ربما أنظمة التشــغيل أيضاً فمن اليوم يجب أن لا يســتهان بأصحاب العيون الضيقة لأنهم مثل النمل لا يكلون و لا يملون من العمل و طالما أن لديهم الإرادة فلن يستطيع منعهم الإنس و الجن و لو إجتمعوا.
هذا بإختصار كل القصة من وراء هذا الخبر و سنرى حروب تجارية أخرى ستنشأ بين الحكومة الأمريكية و أوروبا من جهة و بين و الحكومة الصينية و الحكومة الروسية من جهة أخرى.
وكل هذا هو مجرد إرهاصات للحرب الإقتصادية القادمة خلال السنوات القليلة القادمة.
دمتم بخير.