السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
خاص بموقع
الكمبيوتر الكفي :
نشهد مؤخرا اتجاها متناميا بين الشركات المصنعة للهواتف الذكية للتخلص من منفذ الصوت 3.5 ملمتر، الذي ألفناه منذ فترة طويلة كموصل قياسي لطيف واسع من المعدات الصوتية خلال القرن الماضي. بدأت هذه الموجة مع هاتف موتورولا الجديد موتو Z الذي يفتقر لمنفذ الصوت 3.5 ملم، كما نلاحظ نفس الشئ في أحدث هواتف شركة LeEco الصينية مؤخرا. و منذ فترة طويلة تدور اخبار تشير لنية أبل ايضا للتخلص من المنفذ هذا العام مع هواتف آيفون 7 المقبلة و هو اﻷمر الذي أكدته عدة صور و مقاطع فيديو ظهرت فيها هواتفها الجديدة.
هذا اﻹتجاه انقسم حوله الرأي العام لمجتمع التقنية، فالبعض يعز عليه موت هذا المنفذ الذي اعتبر معيارا صوتيا ناجحا لفترة طويلة، و البعض اﻵخر على استعداد لتبني التقنيات الجديدة و الفوائد التي تعد بها. لنلقي معا نظرة على فوائد و عيوب و مستقبل هذه التقنية الوليدة و التغييرات التي ستطرأ بتبني منفذ USB Type-C في الهواتف الذكية.
■ ماذا يعني استخدام منفذ USB Type-C كمنفذ صوتي؟.
في البدء، لنلقي بعض الضوء على المبادئ الأساسية لتقنيات منفذ الصوت القديم 3.5 ملمتر والمقترحات الجديدة المطروحة مع منفذ USB Type-C. الفرق الرئيسي هو أن منفذ الصوت 3.5 ملم يقوم بتحويل و اخراج صوت محيطي تماثلي، وهذا يعني أن جميع مكونات التحويل الرقمية و المعرفات الصوتية للسماعة الرقمية تتواجد داخل الهواتف الذكية.
بالمقابل منفذ USB Type-C الجديد يعتمد على اسلوب مختلف عن الصيغة القديمة للإخراج الصوتي. حيث يتم نقل البيانات الصوتية الرقمية عبر اﻹتصال. ثم تتولى سماعات الرأس أو غيرها من المعدات الصوتية المتصلة مهمة تحويل هذه البيانات إلى إشارات تماثلية كخرج صوتي. و هذا بالطبع يتطلب مزيدا من الطاقة، و لكنها يمكن ارسالها عبر منفذ USB نفسه أيضا. من المثير للاهتمام، ان منفذ USB Type-C له القدرة على نقل الصوت بشكل تماثلي ايضا، سنعود لهذه النقطة بالتفصيل لاحقا.
■ المزايا و الفوائد.
● احدى أبرز الفوائد التي نجنيها من الانتقال لمنفذ USB Type-C كمنفذ صوتي رقمي، هي تحسين جودة الصوت. و هذه حقيقة الى حد ما، ﻷن ذلك لن يكون الحال دائما بشكل تلقائي و رغم ذلك سيتم استغلالها في الدعاية التسويقية بشكل خادع احيانا.
كما أسلفنا، التغيير الكبير ﻹعتماد منفذ USB Type-C للصوت هو أنه بدلا من إرسال الإشارات التماثلية عبر الكوابل لسماعات الرأس، يتم ارسالها كاشارة رقمية. بينما محول اﻹشارات الرقمية الى تماثلية، دوائر الترشيح و مضخم الصوت ستكون بسماعات الرأس. وجود هذه الدوائر قريبا لمنفذ الخرج النهائي للصوت سيساعد على إزالة جزء من الضوضاء الملتقطة بواسطة الكوابل الطويلة للسماعات، كما يبقى الدوائر الصوتية المهمة بعيدا عن ضجيج المعالجات ومعدات الراديو داخل الهواتف.
● سيمكن ذلك مصنعي المعدات السمعية من إنتاج سماعات عالية الجودة تضاهي جودة التجهيزات الصوتية في ارقى الهواتف الذكية، مما يسمح بالحد من الضوضاء ﻷقصى درجة و صوت اكثر وضوحا للمحادثات. علاوة على اعطاء الحرية للمصنعين باختيار اجود محولات الصوت لسماعاتها و ملائمتها اكثر مع مكبرات الصوت بدلا عن ان تكن مرغمة على الاعتماد على محولات الصوت التي تعتمدها الشركات في هواتفها.
● بما ان منفذ USB يمكنه نقل أشياء غير الصوت الرقمي، قد يفتح ذلك الباب لإتصالات متقدمة بين الأجهزة، و يعني ذلك امكانية ظهور سماعات رأس عالية الجودة مع عتاد و مزايا برمجية اضافية، بحيث تخلق وظائف جديدة لهذه السماعات. علاوة على ذلك، وجود دوائر المعالجة الرقمية مدمجة بسماعات الرأس يعني امكانية التحكم فيها عبر تطبيقات مخصصة، مما يمنح المستخدمين مزيدا من الحرية للتحكم بالصوت و السماعات مباشرة من هواتفهم.
● من الفوائد الأخرى لإزالة منفذ الصوت 3.5 ملمتر، هو أن ذلك سيوفر مساحة صغيرة بالهواتف مما سيتيح للشركات المصنعة تقليل سمك الهواتف او استغلال هذه المساحة لاستخدام بطاريات اكبر حجما. فبالرغم من صغر المساحة، إلا ان كل مليمتر يحتسب عندما يتعلق الأمر بالهواتف الذكية.
● بالتطلع لمستقبل اعتماد منافذ USB Type-C لن تقتصر مهامها على نقل البيانات، الطاقة و الصوت فقط. فهذه المنافذ ستحل كذلك محل منافذ HDMI لتعمل ككوابل لتوصيل الشاشات. مستقبلا، من المتوقع ان تنتشر اﻷجهزة بمنافذ USB Type-C لتعمل على التوصيل بين اﻷجهزة متيحة وظائف إضافية. فأجهزة السينما المنزلية، أنظمة الصوت، وغيرها من الأجهزة المنزلية سيمكن توصيلها جميعا بسماعات الرأس و الهواتف الذكية عبر منافذ USB. و هذا ما بدات بالعمل عليه بعض الشركات حاليا.
■ العيوب و السلبيات.
● بينما اعتماد منفذ موحد لكل اﻷغراض تبدو فكرة جيدة على الورق و لكنها لا تخلو من بعض التنازلات العملية و السلبيات. أولا هذه الخطوة لرقمنة الصوت لا تقدم دعما كبيرا لجودة الصوت اكثر مما تم انجازه بالفعل بالهواتف الحالية. رغم بعض الفوائد اﻵنفة الذكر كالحد من الضوضاء و التحرر من الاعتماد فقط على محولات الصوت في الهواتف الذكية، إلا هذا يعتمد كثيرا على الشركة المصنعة لسماعات الرأس و المعدات الصوتية. فالتحسينات التي يتفاخر بها حول جودة الصوت 24 بت، 96 كيلوهيرتز أو اعلى توفرها بعض الهواتف الذكية الحالية بالفعل. كل ما يحدث هو أن محولات الاشارات الصوتية تم نقلها من الهاتف الي السماعة. و كل ذلك ستستغله الشركات المصنعة للدعاية للجودة العالية و صيغ الصوت الرقمية لتسويق معداتها السمعية. لا تهتم لذلك كثيرا.
● الاخطاء، بعيدا عن المصطلحات التقنية المعقدة، مشاكل اﻹطارات و اخطاء نقل البيانات و لو انها قليلة هي من مشاكل التي ستواجهها مع هذه التقنية. فاستخدام كوابل USB لنقل البيانات عوضا عن إرسالها مباشرة لمحول الصوت لا تخلو من مشاكل عدم ثبات اﻹشارة رغم انها غير شائعة. علاوة على ان كوابل USB رديئة التصنيع غير الموثوق بها لا تخلو من مشاكلها الخاصة.
● الجانب السلبي الأكبر، هو فقدان التوافقية الكبيرة التي نحظى بها حاليا مع منفذ 3.5 ملمتر، الذي يتوافق بسهولة ليس فقط مع كافة انواع سماعات الرأس، بل مع معدات الصوت عالية الجودة بتقنية Hi-Fi و غيرها من التقنيات الصوتية و حتى مع معدات الصوت الاحترافية. رغم ان المزيد من الشركات ستتجه ﻹعتماد منفذ USB Type-C في منتجاتها مستقبلا، إلا اننا سنواجه مشكلة عدم التوافق على المدى القصير والمتوسط مع بعض الهواتف وغيرها من المعدات السمعية. رغم ان هذه المشكلة يمكن حلها باستخدام بعض الملحقات اﻹضافية لربط الهواتف التي تضم منفذ USB Type-C مع سماعات الراس الحالية، لكن الحاجة لحمل ملحق اضافي ليست حلا عمليا.
● و السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو : كيف يمكن شحن الهواتف أثناء الاستماع؟ تنص مواصفات منفذ USB بشأن تغذية الطاقة على امكانية تلقيها دعما مباشرا من سماعات الرأس أو محولات الطرف الثالث. و مع ذلك، هناك شيء من الغموض في المواصفات حول مدى نجاحها مع سماعات الرأس الرقمية التي تتطلب طاقة خارجية، و عما إذا كان تدعم تقنيات الشحن السريع ام لا. حتى اﻵن، لا تتوفر مواصفات رسمية لتقنيات الصوت الرقمية عبر منفذ USB Type-C، مما يعني بعض اﻹختلاف في تطبيقات الشركات المصنعة في المستقبل القريب.
و قد شهدنا بالفعل فوضى مشابهة حدثت مع الموجة اﻷولى للأجهزة المجهزة بمنفذ USB Type-C، حيث ظهرت بعض المنتجات التي لم تعمل على النحو المنشود عند توصيلها بأجهزة مختلفة أو إمدادات الطاقة نتيجة ﻹختلاف التقنيات المستخدمة فيها.
● زيادة التكلفة، بما ان الاجهزة المجهزة بمنفذ USB Type-C ستحتاج لعمل اكثر مما يتطلب طاقة إضافية و تكلفة اكثر للتطوير و التصنيع، من المتوقع ان نشهد ارتفاعا في تكلفة السماعات في المستقبل القريب. بالطبع، لن تكون سماعات الرأس فقط أكثر تكلفة، و لكن ايضا موصلات USB و كوابلها. فالانتقال من منفذ 3.5 ملمتر البسيط الي منفذ USB Type-C اﻷكثر تعقيدا سيزيد بالتأكيد من تكلفة محولات الصوت من الطرف الثالث، فضلا عن صعوبة اصلاح الكوابل و سماعات الرأس و بالتالي زيادة التكلفة.
● علاوة على ذلك، اعتماد منفذ USB Type-C سيتسبب في إرباك المستهلك و تشتيت السوق. بالنسبة لنظام
اندرويد على سبيل المثال يفترض ألا تكون هناك مشكلة مع اعتماد سماعات الرأس مع منفذ USB Type-C، و لكن تعديلات الشركات ﻷضافة خصائصها و صيغها و تقنياتها الخاصة قد يخلق مشكلة و يعقد اﻷمور.
على سبيل المثال، أعلنت شركة LeEco عن تقنيتها الخاصة CDLA ( تقنية الصوت الرقمي المتوالية عالية الجودة ) برفقة هواتفها اﻷخيرة، و التي توفر صوت عالي الجودة و لكنها تنقل البيانات بشكل مختلف قليلا عن نقل البيانات USB المعتاد. مما يعني انها قد تكون حكرا على أجهزة LeEco و برمجياتها. و قد تحذو أبل حذوها اذا تخلت عن منفذ 3.5 ملمتر، مع عدم توفر المواصفات الرقمية الرسمية، يعني أن سماعات ابل الرأسية قد لا تدعم نفس الصيغ الصوتية بأجهزة
اندرويد.
■ الخلاصة.
في الوقت الراهن ليس واضحا اذا كانت منافذ USB قادرة على ان تحل محل منفذ الصوت 3.5 ملمتر بشكل كامل في سوق الهواتف الذكية ام لا. كذلك ليس واضحا اذا كانت هذه مجرد مرحلة، او ان المنفذين سيظلا معا في السوق. فشركات مثل إنتل لا تزال تتطلع لتطوير معايير قياسية موحدة لتقنيات الصوت الرقمية مع منافذ USB Type-C لضمان توافقيتها مع كافة انواع سماعات الرأس.
و كما اسلفنا اعتمدت شركة LeEco على تقنية خاصة بها لسماعات الرأس مع هواتفها، و قد تليها ابل لتعتمد على تقنيتها الخاصة بدورها، بلا شك هي مسألة وقت حتى تلحق بهما شركات اخرى مثل نوكيا و
سامسونج و سوني و غيرها مع سماعات الراس الخاصة بكل منها، و مع ذلك، قد لا يكون المستخدم على استعداد للتخلي عن منفذ 3.5 ملمتر و التوافقية و الراحة الكبيرة التي يوفرها له.
البديل عن كلا موصلي الصوت 3.5 ملمتر و USB هو اﻹتجاه ﻹعتماد التقنيات اللاسلكية. كسماعات البلوتوث التي تتميز باسعارها المعقولة في الوقت الراهن، بجانب انها لا تعاني من مشاكل التوافق التي يتوقع ان تواجهها سماعات الرأس USB Type-C. و لكن تقنيات نقل صيغ الصوت عبر سماعات البلوتوث اللاسكلية لن تكون كافية لتغطية كل جوانب السوق خاصة في جانب الترفيه.
بوجه عام، من المتوقع استمرار كلا المنفذين في السوق في المستقبل المنظور، و اﻹنتشار الحقيقي لمنفذ و سماعات USB Type-C في قطاع الهواتف الذكية، سيبدأ مع اتجاه الشركات الكبيرة في السوق ك
سامسونج و أبل للتخلي عن منفذ 3.5 ملمتر. و حتى يحدث ذلك من المتوقع ان تتردد شركات صناعة الصوت و المعدات السمعية ﻷتخاذ هذه الخطوة و اﻹنتقال بشكل كلي ﻹعتماد تقنيات USB Type-C الصوتية الرقمية. هناك سبب جعل منفذ الصوت 3.5 ملمتر يظل معتمدا ﻷكثر من قرن منذ اختراعه في عام 1910. ﻷنها تقنية بسيطة دون تعقيد، لذلك من الطبيعي ان يصعب استبدالها بتقنية اخرى.
■ ما رايكم؟. هل تؤيد ام تعارض اﻹتجاه ﻹلغاء منفذ 3.5 ملمتر و اﻹستعاضة عنه بمنفذ USB Type-C للصوت ؟ و لماذا ؟
■ لا تنسي لايك 
و التقييم ان اعجبك التقرير ولا تبخل بالمشاركة و التعقيب.
المصادر
1 /
2 /
3 /
4 /
5 /
6