هذا حوار أجرته (المدينة) مع وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للشؤون الهندسية الدكتور رياض كمال نجم . و فيه بعض التفاصيل الأخرى :
* من أين نبعت فكرة تطبيق مشروع خدمة البث التلفزيوني الرقمي الأرضي في المملكة ؟
**فكرة المشروع جاءت من وزير الثقافة والإعلام حينما وجه بتغطية كافة مناطق المملكة بالبث، فرأينا في الشؤون الهندسية أن التقنية القائمة حالياً لا تغطي ذلك وتكلف جهدا ووقتا طويلا فاقترحنا ان الحل الأمثل في خدمة البث التفاعلي لأنها توفر علينا مبالغ طائلة و تحقق هدف تغطية كافة مناطق المملكة بالبث الأرضي.. والدراسات التي عملتها الشؤون الهندسية بالاستعانة ببعض الجهات والهيئات ذات الخبرة الدولية لتقديم تقنية بأقل تكلفة تؤدي الغرض وتضيف فوائد أخرى مثل الخدمات التفاعلية وإعطاء فرصة لتطوير وإضافة خدمات أخرى لأن التقنية موجودة ويبقى إجراء التنظيمات الإدارية والقانونية، وهذا يحقق هدفا كبيرا يتمثل في إيصال القنوات للمواطن دون اللجوء إلى القنوات الفضائية.
مدن البث
* ما هي المدن التي ستغطيها خدمة البث في المرحلة الحالية ..؟
**تم اختيار ( 22 ) مدينة لبدء البث وهي الرياض، جدة، مكة المكرمة، المدينة المنورة، الدمام، ابها، بريدة، حائل، الطائف، تبوك، الباحة، سكاكا، نجران، عرعر، الجبيل، ينبع، الخرج، الرس، حفر الباطن، الخماسين، الهفوف و جازان. مما يغطي الـ( 13 ) منطقة إدارية بشكل أساسي، إضافة للمدن الرئيسية التي بها إرسال وهي اكبر مدن في عدد السكان لتغطية أكبر نسبة من السكان.
*هل تم إجراء دراسات كافية قبل تطبيق خدمة البث التلفزيوني الرقمي الأرضي، خاصة أن المملكة أول دول عربية وشرق أوسطية تطبق هذه الخدمة؟
**إن المشروع بدأ بتحديد المتطلبات مثل عدد القنوات التلفزيونية والإذاعية والخدمات المصاحبة، وتم تكليف فريق من إدارة المشاريع لإعداد المواصفات مع الاستعانة بمصادر المعلومات من الجهات الدولية والشركات المصنعة وتم إعداد المواصفات وطرحت في منافسة عامة.
و الوزارة ستشغل أربع قنوات تلفزيونية وأربع إذاعية إضافة لخدمة المعلومات المرئية، واستعنا بخبراتنا أولاً حيث شاركنا أنا والمهندس صالح المغيليث مدير المشاريع في عدد من الاجتماعات الدولية والإقليمية منذ سنوات ووصلنا إلى قناعة أن المملكة بحاجة إلى إدخال نظام البث الرقمي والخدمات التفاعلية للمعلومات المرئية.. وتم اختيار هذا الوقت بالذات لتعميم القنوات التلفزيونية كلها، بالإضافة إلى إيجاد قنوات إضافية في المرحلة الحالية على القنوات التلفزيونية و الإذاعية السعودية حتى نجذب الجمهور، فالأربع القنوات التلفزيونية قد لا تحقق رغبات الناس فأضفنا عليها خدمة المعلومات المرئية لتكون متوفرة على الأقمار الصناعية وعلى البث الأرضي الرقمي.
جهاز الاستقبال
*ماذا عن أجهزة الاستقبال الخاصة بتوفير الخدمة وهل سيكون سعرها في متناول الجميع..؟
**سيتم استيرادها من الخارج وفي المستقبل سوف تصنّع محلياً، وضمن أهداف المؤتمر الصحفي لوزير الثقافة والإعلام اليوم الثلاثاء، إقناع مستوردي الأجهزة بالفرص الاستثمارية المتمثلة في استيراد هذه الأجهزة، التي يبلغ سعرها في الدول التي توجد فيها حاليا نحو ( 200 ) ريال فما فوق.. ونحن لا نتدخل في أسعار السوق لان السوق حر ومفتوح وكل ما علينا تحديد مواصفات الأجهزة التي يتم استيرادها.. وهناك ( 3 ) أنواع من الأجهزة : جهاز يستقبل القنوات الإذاعية التلفزيونية وجهاز يستقبل القنوات الإذاعية التلفزيونية والمعلومات والجهاز الثالث يستقبل كل هذه الخدمات.
* هل من الممكن مستقبلاً إضافة قنوات تلفزيونية جديدة للخدمة.؟
**ستبدأ الخدمة بالقنوات السعودية وفي المستقبل سيكون هناك قنوات إضافية يتم اختيارها بناء على معايير مقبولة للجميع.
* ما المعايير التي سيتم على أساسها إنتاج وتقديم الخدمات التفاعلية الملائمة للأسرة والمجتمع..؟
**سنبدأ بخدمات المعلومات وسيتم تطويرها تحت إشراف الوزارة.
* كم عدد مراحل المشروع ومتى تصلون لتغطية جميع المناطق..؟
** المرحلة الأولى ستكون في خمس مدن رئيسية سيبدأ فيها البث العام المقبل وهي الرياض، جدة، الدمام، القصيم، وأبها، وبالنسبة لمكة المكرمة والمدينة المنورة فهناك محطات جديدة تبنى وليس فيها محطات قائمة، وهذا سيأخذ وقتاً لذلك سنحاول الآن تقديم الخدمة بشكل موقت في مكة المكرمة والمدينة المنورة لحين انتهاء العمل في المحطات التي تحتاج إلى ثمانية شهور.
هناك جدول زمني بدأ من شهر فبراير الماضي ويستمر إلى شهر فبراير العام المقبل لتنفيذ المشروع ليشمل تغطية ( 22) مدينة.
*وماذا عن المحطات القديمة. ؟
**لدى وزارة الثقافة والإعلام خطة لتحديث كل المحطات الحالية وسيتم قبل بدء البث الرقمي استبدال المرسلات القديمة بالجديدة بنظام تداخلي رقمي لتوفير البيئة لهذه الخدمات، فالمرسلات تختلف وكذلك الهوائيات اما الأبراج فهي واحدة.
القنوات الخاصة
* وكيف سيكون التحكم بهذه الخدمة والقنوات الخاصة بها..؟
**سيكون هناك مركز للتحكم وإدارة المشروع في مدينة الرياض، ولأن تشغيل التلفزيون يكون عن قرب، فسيكون هناك مهندسون في كل محطة لأننا لا نستطيع التحكم في المرسلات عن بُعد ولكن مع وجود الشبكة الرقمية فالمشروع يكون فيه غرفة مراقبة للتحكم عن بعد للإشراف على تشغيل الشبكة حاليا ومستقبلا.
*ماذا عن تأهيل العاملين على أجهزة هذه الخدمة وهل وضعتم في الاعتبار قضية السعودة ؟
**الشركة التي تم التعاقد معها شركة سعودية والشركة المصنعة للأجهزة غير سعودية، ومطلوب من المقاول أن يدرب في فترة التأسيس كل كوادر الوزارة في المواقع المختلفة على جميع الأنظمة الجديدة سواء كان من منسوبي الوزارة أو منسوبي الصيانة المتعاقدة مع الوزارة، وتعتبر المملكة هي أول دولة تدخل هذه التقنية.
*ما الكيفية التي يمكن ان تسهم بها الخدمة في تجنب سلبيات البث الفضائي..؟
**هناك شريحة كبيرة من المجتمع لا تفضل القنوات الفضائية المفتوحة لذلك يتمنون أن يكون لديهم وسيلة كل ما يعرض فيها مناسب لأسرهم ومجتمعهم، كذلك إذا نجح المشروع- وهو ما نتمناه ونتفاءل به - فإنه سيتم وضع قنوات غير محلية وإمكانية التحكم بها عن طريق مركز التحكم بالرياض بما يناسب مجتمعنا فتكون هناك قنوات إخبارية وترفيهية وثقافية بالإضافة إلى قنواتنا المحلية.
* هل هناك موانع فنية لإضافة قنوات سعودية متخصصة كقناة لمجلس الشورى ؟
**إن موضوع إضافة قنوات أخرى محلية مثل قناة الشورى والمجالس البلدية تحت الدراسة، وليس هناك موانع فنية وإنما الموضوع مرتبط بإجراءات إدارية وتنظيمية تتمثل في إعداد برامج القناة والكوادر، ونحن دورنا ينحصر في توفير التجهيزات الفنية التي تحتاجها للبث.