السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
خاص بموقع
الكمبيوتر الكفي :
قانون السوق غير المكتوب اشبه بقانون الغاب، فالبقاء للأقوى و الأكثر ذكاءا فقط. و كل شركة لم تع هذه الحقيقة تماما سيتم التهامها من قبل بقية الوحوش المتصارعة للبقاء. منصة
اندرويد تتطور باستمرار و كل شركة مصنعة بحاجة للتطور كذلك ان كانت ترغب للبقاء على مضمار السباق. الحل لذلك في الوقت الراهن يبدو واضحا أكثر وأكثر، الاستقلال.
كافة اللاعبين في سوق الهواتف الذكية يضعون نصب اعينهم هدفا مشتركا اوحد، و هو جني المزيد من المال و زيادة الحصة السوقية. رغم ان بعض الشركات مثل الفيسبوك وجوجل لا تخلو جعبتها من بعض الأهداف الأكثر خيرية، كمشروع جوجل ﻹتاحة الانترنت في جميع أنحاء العالم. مكافحة الفقر والمرض، و ما الى ذلك.
محدودية الإمكانيات، تجعل الكثير من الشركات حاليا، تكتفي بصناعة و تصميم الاجهزة و تسويقها مع بعض الاضافات البرمجية الخاصة. المشكلة، ان جوجل الذكية قد تشن حربا على عدة جبهات، خاصة في قطاع تصنيع و تسويق الهواتف الذكية. فجوجل قد لا ترغب مستقبلا بمشاركة كعكتها مع بقية الشركات المصنعة الأخرى. و هذا ما جعل شركات ك
سامسونج و
هواوي تلجآن للحل الابسط، تطوير انظمة تشغيل خاصة، على طريقة ما حك جلدك مثل ظفرك.
■ إذن ما خطط جوجل للمعركة ؟
قبل الدخول عميقا في دهاليز الموضوع، دعنا نذكرك بأن جوجل تلعب الدور الرئيسي فيما يتعلق بنظام التشغيل
اندرويد. و يتالف هذا النظام من عنصرين: من ناحية، هناك مشروع AOSP، الذي يشكل اساس نظام
اندرويد، و هو نظام وظيفي مع عدد قليل من التطبيقات الأساسية للغاية. من ناحية أخرى، هناك خدمات مختلفة من جوجل، تقدمها الشركات بتوفيرها على الهواتف و اﻷجهزة الذكية.
في الواقع جوجل أكثر تأثيرا مما تبدو . AOSP، او مشروع اندرويد مفتوح المصدر، من الواضح أنه مشروع مفتوح المصدر، و لكن الحقيقة ان جوجل هي المتحكم فيه. رغم ان المشروع لا ينتمي حكرا لجوجل، ولكن ذلك لا يمنع عملاقة البرمجيات من لعب دور محرك الدمى على خشبة مسرح اندرويد. بعبارة أخرى، جوجل ترغب بالمزيد اكثر من مجرد اضافة نكهتها الخاصة على اجهزة نكسس او بكسل، بل قد ترغب باحكام سيطرتها اكثر على جزء كبير من عملية تطوير اندرويد.
■ احداث تأثير اكبر في قطاع الهواتف الذكية.
ذلك يعني ان جوجل ترغب أيضا بالظهور و التاثير على جبهات أخرى في سوق الهواتف الذكية. بصرف النظر عن مجرد توفير نظام التشغيل، ظهرت علامة جوجل كذلك على عتاد الأجهزة بأجهزة بكسل و نكسس. حتى الآن، ارتبط ذلك في عائلة نكسس بالتعاون مع عدد من الشركات المصنعة الأخرى، و آخرها هاتف نكسس6P من صناعة
هواوي، و 5X بالتعاون مع أل جي. المثير للاهتمام ان هواتف نكسس سيتم تغيير اسمها لتصبح جزءا من اجهزة بكسل، مما يشير إلى ان تغييرات كبيرة قادمة. بجانب ان علامة نكسس على وشك اﻹختفاء تماما، ستحظى هواتف بكسل بمزاياها البرمجية الخاصة التي تتفرد بها عن بقية هواتف منصة اندرويد، و القائمة تطول.
دعونا نتأمل في الأهداف المستقلية لجوجل على المدى الطويل و كيف يمكن أن تكون. ضع في اعتبارك ان ما سيورد هنا في خانة الفرضيات رغم انها لا تخلو من دلائل و اشارات على ارض الواقع. كما هذه الفرضيات تأتي بناء على معلومات واقعية مستقاة من تصريحات و بيانات مسئولي الشركة، التي تقول كل شيء و لا شيء في ذات الوقت، و لكن في غالب تخبئ تلك التصريحات الكثير من المعاني ما بين سطورها.
عدة دلائل تشير الى ان جوجل تعد العدة لمنافسة بقية الشركات المصنعة في قطاع الهواتف الذكية، بل و التفوق عليها. و طريقة تعاملها مع هواتف بكسل الراقية يظهر بوضوح انها ترغب ان يتم التعامل معها كأي شركة من شركات صناعة الهواتف الذكية اﻷخرى. علاوة على ذلك، إذا صحت الشائعات التي زعمت بأن جوجل تنوى اﻹستحواز على شركة اتش تي سي التايوانية، ذلك من شأنه توضيح الكثير من الأشياء. من المثير للاهتمام ان جوجل تسوق بالفعل لهواتف بكسل للقادمة على انها اول هاتف من صنعها و من المعلوم ان اتش تي سي هي بالذات من تتولى صناعها فعليا. و ذلك قد يضفي شيئا من المصداقية على تلك الشائعات رغم ان الشركتين لم تعلقا على ذلك.
من جهة اخرى لم تحاول جوجل اخفاء أن كل شيء سيكون أسهل بمنصة اندرويد، ان لم تكن الشركات المصنعة تضع واجهاتها الخاصة على النظام. حيث ان هذه الواجهات تتسبب بمعضلة تأخير وصول تحديثات النظام لمستخدميه لشهور طويلة، هذا ان وصلتهم اساسا. ويمكن أيضا أن تتخذ جوجل خطوات لتشجيع الشركات المصنعة لتبقى وفية اكثر للنظام الخام، مع اضافة مزايا خاصة و تطوير واجهات تمت تهيئتها اكثر لتركيبها على النظام الخام.
كل ذلك سيكون رائعا، اذا نجحت جوجل في تحقيقه، على الرغم من أن ذلك قد يثير استياء الشركات المنافسة على منصة اندرويد. و لكنه قد يدفع بعض الشركات لتقديم واجهات شبيهة بواجهاتها الحالية، مع اعادة بنائها لتقديمها باﻷسلوب التي ترغبه جوجل، لتحظى بذلك بتحديثات سريعة و تطبيقات و خدمات حصرية من جوجل. غني عن القول أن هذا من شأنه أن يثير غضب بعض الشركات خاصة التي تقدم واجهات معدلة مخصصة للغاية، ﻷنه سيؤثر على اداء هذه الشركات بالسوق.
■ كيف يمكن الفوز في هذه المعركة؟
يمكن لجوجل ان تستقل بصناعة و تصميم و تقديم اجهزة نكسس او بكسل، و هناك عدد قليل جدا من الشركات المصنعة التي قد ترغب بالاستقلال عن جوجل عندما يتعلق الأمر بالبرمجيات. فما الذي يمكن أن تفعله جوجل حيال هذه الحرب من أجل الاستقلال؟، هناك عدد قليل من السيناريوهات التي يمكن أن تتجه اليها جوجل. و اليكم هذه السيناريوهات الأكثر إثارة للاهتمام.
● التوقف عن مشاركة اندرويد.
بعبارة اخرى اتجاه جوجل لغلق النظام اسوة بأبل و نظامها iOS، فجوجل تلعب الدور الاساسي في تطوير و تقديم نظام اندرويد، واذا رغبت بخصخصة كل شيء، لن يمنعها شيء من ذلك. و سيتعين على بقية الشركات المصنعة التعجيل ببناء أنظمة تشغيل خاصة بها، من المحتمل استنادا على اصدارات اننرويد القديمة أو على بدائل لرومات اخرى. وهذا سيكون وضعا صعبا على الشركات المصنعة مع قلة الوسائل و الخبرة. ولكن بالنسبة للأسماء الكبيرة ك
سامسونج سيكون دافعا كبيرا لتسريع تطوير نظامها الخاص تايزن.
قد تكون هذه خطوة متطرفة إلى حد ما، على الرغم من. أنها قد تمكن جوجل من القضاء على بعض المنافسين و إجبار البعض الآخر على تسريع خططهم الخاصة.على الجانب الآخر للعملة لن يكون ذلك سيئا، اذ سيكون هناك عدد أقل من مستخدمي اندرويد و لكنهم سيكونون مستخدمين لنظام جوحل و خدماتها و اجهزتها، و قد لا يكون ذلك بالضرورة في مصلحتها، فهل يمكن حدوث ذلك حقا؟.
● بيع نظام اندرويد.
بمعنى ان تقدم النظام لبقية الشركات مقابل رسوم محددة، على غرار ما تفعله مايكروسوفت بنظام ويندوز. و بدلا من حرق الجسور مع الشركات المصنعة، يمكن أن توفر جوجل الوصول للشيفرة المصدرية للنظام عن طريق التمويل. مما يعني ان كافة الشركات المصنعة بمنصة اندرويد سيتعين علىها الدفع للحصول على نواة النظام، لتتمكن من بناء و تقديم نسختها الخاصة.
قد لا يكون ئلك حقا خيارا مقنعا. و بصرف النظر عن المشكلة الأساسية، الخطر الكبير لفقدان جزء من مستخدمي النظام ، يمكن ان تتخوف جوجل من منافسيها الكبار ك
سامسونج أو
هواوي، ما تملكه هذه الشركات من بعض الخبرات في بناء انظمتها الخاصة.
● مواصلة تقديم اندرويد مجانا مع الحد من تدخل الشركات.
السيناريوهات السابقة قد تكون ممكنة بالتأكيد و لكنها قد لا تكون واردة كثيرا. و لكن بالنسبة للسيناريو الثالث قد يكون اكثر منطقية ان تواصل جوجل على سياستها الحالية بتقديم اندرويد مجانا سعيا للمحافظة على عدد ونوعية مستخدمي النظام. و لكن في هذه الحالة، قد تتجه جوجل أيضا لاعتماد استراتيجية معارضة و إجبار الشركات المصنعة على اﻹلتزام بالنظام ، و بالتالي تخلى هذه الشركات عن خططها ﻷنظمتها الخاصة للتقليل من احتمالية فقدان المستخدمين. و هذه الحالة ستمنع نشوء اية تكتلات تحالفية بين الشركات المصنعة - خاصة بين الشركات الكبيرة منها - مما يجعل نتيجة المعركة في صالح جوجل.
على الرغم من التشرذم بين الإصدارات المختلفة على منصة اندرويد، لا يزال النظام الأكثر استخداما. و ذلك يعني عمليا الكثير سوى للشركات و المطورين في المنظور الابسط، اي منصة يجب عليهم التوجه لبناء تطبيقاتهم لها، متجر ابل ام متجر جوجل بلاي، ان كانوا يرغبون بالوصول للغالبية العظمى من الجمهور.
و إذا رغبت شركات اخرى بالنشوز عن منصة اندرويد و الاتجاه لبناء و تطوير أنظمتها الخاصة، ستكون بحاجة ماسة لبناء تطبيقات خاصة بتلك اﻷنظمة، و هذه عقبة كبيرة ﻷنها تعني انفاق الكثير من المال و ما يفوقه من الوقت و الجهد، و هما ركنين اساسيين لتطوير أي منتج. و هناك حل آخر يتمثل في ايجاد الشركات المصنعة لوسائل تمكنها من تشغيل تطبيقات اندرويد على انظمتها الجديدة، و الدخول في معمعة لا تنتهي للقضاء على كافة الاخطاء و مكافحة مشاكل التأخير و الثقل التي ستعاني من التطبيقات في هذه الحالة. بطبيعة الحال. يمكن أن تستخدم هذه الشركات محاكي لتشغيل التطبيقات، على سبيل المثال، على الرغم من أن ذلك يعني اﻹفتقار للكثير من الوظائف العملية.
لذلك لن يكون من المستغرب إن سعت جوجل لوضع حواجز و عراقيل في طريق بقية الشركات المصنعة على منصة اندرويد. فقد سبق ان اعربت جوجل عن قلقها من تاخر تحديثات النظام مما يتسبب بتشزم اصداراته بالسوق و يؤخر وصول احدث اصدارارته لجل مستخدميه لفترات طويلة جدا. و كانت هناك تصريحات عن قائمة شرفية للشركات التي تحرص على سرعة التحديثات و يفترض في ذلك ان يشجع الشركات المصنعة لتسريع وتيرة تحديثاتها الحالية المتسمة بالبطء غالبا. و قد تستخدم جوجل ذلك لتحويل المد و الجزر لصالحها.
● نظام فوشيا.
فجأة انتشرت الأخبار عن نظام تشغيل جديد مفتوح المصدر تعكف جوجل على تطويره، و لا توجد معلومات كافية عنه حتى اﻻن. حيث اتخذت الشركة منحى الغموض والسرية حول هذا النظام. و المثير ان النظام الجديد لا يستند على نواة لينوكس الشهيرة، خلافا ﻷنظمة جوجل اﻷخرى، بل هو مشروع برمجي قائم بذاته يتم تطويره حالياً في سرية شبه تامة. بما أن جوجل هي المالكة لبراءة إختراع هذا النظام، سيمكن ذلك الشركة من اتخاذ خطوات كبيرة للهيمنة على قطاع الهواتف و اﻷجهزة الذكية و تقنياتها بشكل عام مستقبلا، عبر إمتلاكها للغة برمجة خاصة بها يمكنها تطويعها كما تشاء لمختلف انواع الأجهزة والتقنيات المستقبلية، خلافا لنظام اندرويد. علاوة على ان ذلك سيجنب جوجل من الدخول في معارك لبراءات الإختراع، و مساعدتها في تقديم تحديثات منتظمة و سريعة لمختلف انواع الأجهزة، كما سيمكنها من توحيد النظام للعمل على أكثر من منصة، علاوة على حقها في بيع تراخيص النظام لبقية الشركات. [ للمزيد من التفاصيل عن نظام فوشيا الجديد راحع هذا الخبر من
هنا ].
■ ما رأيك؟ هل ترى ان جوجل قد تتجه ﻹتخاذ خطوات قد تغير وجه منصة اندرويد ؟!.
المصدر / مع اضافات شخصية.