السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
خاص بموقع
الكمبيوتر الكفي :
ليس سراً أنّ الهواتف الذكية و تقنياتها تزداد تطوُّراً، و لكنها بالتزامن تزداد سعراً و كُلفةً. رغم النقد الذي يوجهه الجمهور للشركات الكبيرة، بشأن بخلها غالباً في ترقية مواصفات الهواتف الرائدة خاصةً، إلا أنها لا تبخل بالزيادة في فئات تسعير أجهزتها عاماً بعد عام. مؤخراً شهدنا هواتف بأسعار فلكيّة أو قل ملكيّة، فمثلاً، رائد
سامسونج الأخير غلاكسي نوت 8، يبدأ بسعر 929 دولاراً، و هذا رقم بالكاد يظل في خانة ثلاثة أرقام، الأمر الذي يثير السؤال: كم ينبغي أن تكون كلفة هاتف ذكيّ في المقام الأول؟ أليست الشركات المُصنِّعة آخدة ببطء هذا الإتجاه التصاعدي بعيداً جداً؟.
يذكر أن عملية لتفكيك مكونات هاتف غلاكسي S7، بيّنت أن العملاق الكوري، تكسب ما يسيل له اللعاب و يناهز حوالي 450 دولاراً عن كل وحدة، و التي باعت الملايين منها. عند النظر إلى السقف الأعلى لفئات تسعير مجموعة منتجاتها الخاصة، نجد أن
سامسونج قد غالت كثيراً، و ذهبت حقا إلى أبعد الحدود مع رائدها الجديد غلاكسي نوت 8. قبل بضع أعوام فقط، كان الحد الأقصى لأسعار هواتف
سامسونج الرائدة أقل بحوالي 200 دولاراً.
لكنّ لا يلتبس عليك الأمر، فسامسونج هنا مجرّد مثال و ليست وحدها في فئة الأسعار الفلكية؛ فالعديد من الشركات المُصنِّعة يحلو لها وضع أسعار باهظة مماثلة عندما يتعلق الأمر بالهواتف الرائدة. و يمكننا ملاحظة ذلك عند أبل و
هواوي، وكلتاهما تزحفان لما يقرب عتبة ألف دولار مع هواتفها الفاخرة.
لكن أهذا مبرر حقا؟ من ناحية، فإن زيادة تكاليف المواد الخام و العمالة لا تبرر تماماً هذه الأسعار الباهظة. سيَّما و أن جلّ الشركات تصنع هواتفها في الصين و فيتنام و تايوان بأقل و أرخص كُلفة عمالة ممكنة، من المنظور البسيط يبدو و ان الشركات الكبيرة تبالغ في تقدير أسعارها، خاصةً حينما نقارنها مع أسعار غالب الشركات الصينية و من ضمنها شركات ذات اسماء شهيرة كشيومي، ون بلس و ليكو، و قد يثير السخط أكثر أن هذه الاخيرات غالباً ما تقدمن لك مواصفاتاً أعلى بأسعار أقل بكثير.
أيضا، لا يمكننا أن ننسى أن الهواتف الذكية محدودة العمر. فجمهور الهواتف الرائدة باهظة الثمن يودّون البقاء في الفئة الرائدة في المستقبل واستبدال هواتفهم الذكية كل عامين، او رُبَّما كل عام. هذا الجمهور قبل وقت ليس كثيراً، كان بإمكانه إقتناء هاتف رائد بسعر حوالي 600 دولاراً، و هذا يظلّ ليس بالقليل، لكن حالياً، معظم الهواتف الرائدة تبدأ بأسعار أعلى بكثير.
و الأمر المثير للاهتمام، هو ما يلي، بإستثناء أبل، الهواتف الذكية قد تكون أي شيء سوى أنها إستثمار نقدي ممتاز و مضمون، لأن الأسعار تقل بشكل ملحوظ بعد شهرين أو ثلاثة أشهر. لكن هذا لا يؤثر على الشركات المُصنِّعة في شيء ، لأنها لا تزال تكسب أموالاً طائلة. الأمر الذي يثير السؤال، لماذا تحتاج الشركات للبدء بطرح أجهزتها بأسعار أوليّة عالية جدا؟ فهذا أمر يخيف المشترين المحتملين لأول مرة بدلا من إغراءهم بالشراء. قد يبدو الامر بلا معني، خاصة في ظل تشبُّع السوق لدرجة التخمة
، و توافر مئات الخيارات المختلفة على منصة أندرويد العامرة، بآلاف الشركات، إذا إستثنينا أبل التي يمثل إحتكارها لنظامها عصاتها السحرية لإقناع جمهورها بأسعارها الباهظة دوماً.
بطبيعة الحال، ليس من السهل تحديد عتبة سعر نهائية بشكل مطلق، فذلك أمر يتحكم فيه ظروف شخصية و تفضيلية كثيرة. لكن فئات تسعير كالتي تطرحها شركة ون بلس لهواتفها الرائدة بمواصفاتها القوية، أي نحو 400 إلى 450 دولاراً، تبدو مناسبة لهاتف رائد، ستضطر لتغييره و استبداله بجيل جديد بعد عام او عامين على أقصى تقدير.
** و الآن، السؤال هو، كم ينبغي أن تكون كلفة الهاتف بالنسبة لك؟
و ما الحد او العتبة التي تضعها كسعر لهاتفك الجديد؟
المصدر