من مدينة لا ترى الشمس إلا دقائق معدودة في اليوم، أشرقت شمس "لوميا" لتضيء طريق المستقبل لشركة نوكيا
قصي مختار
في البداية أحب أن أشكر شركة نوكيا لإختيارهم لي كأحد الإعلاميين العرب القلائل اللذين أختيروا ليحضروا مؤتمر "Nokia World" في مدينة لندن، عليه سأنقل لكم كل المهم وأكثر ما لفت إنتباهي أثناء تواجدي في ذلك المؤتمر.
في مدينة لندن، وفي السادس والعشرين من شهر أكتوبر، كان الطقس بارداً ومصحوباً ببعض الأمطار الخفيفة، وفي ذلك اليوم الغائم أشرقت شمس أول أيام مؤتمر "عالم نوكيا" لعام 2011م واللذي أقيم بقاعة مؤتمرات "لندن إكسل" والتي تعتبر أكبر قاعة مؤتمرات في المملكة المتحدة، كان الحضور كبيراً حيث تجاوز عددهم الثلاثة آلاف من الأشخاص بين مشاركيين وإعلاميين من أكثر من 70 دولة من أنحاء العالم. تم إفتتاح المؤتمر بعرض مقطع فيديو
ظهر عقبها
السيد/ كولن جايلز، رئيس المبيعات بنوكيا الذي قام بالترحيب بالحضور من شركاء ومشاركين، ثم وصف مؤتمر "عالم نوكيا" لعام 2011م بأنه أضخم مؤتمرعقدته شركة "نوكيا" على الإطلاق، كما أثنى على الذين سماهم "Super users" وهم هؤلاء اللذين يقومون بإجابة تساؤلات العملاء في مختلف الأمكنة نيابة عن نوكيا بدون مقابل وشكرهم أمام الجميع على مجهوداتهم وعلى حضورهم.
صعد على المنصة بعدها السيد/ستيفن إيلوب الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا اللذي رحب بدوره بالجمهور ثم تحدث بإيجازٍ عن تاريخ "نوكيا" ثم قال: "إن تجاربنا الشخصية هي ما تشكل شخصياتنا" وتحدث عن إيمان شركة "نوكيا" بإيجاد أجهزة تتناسب مع طموح أحلام الجميع وخصوصاً فئة الشباب ويتبين للجميع توجه شركة نوكيا إذا ما واكبنا إنتاجاتها من العام الماضي إلى يومنا هذا، فقد أطلقنا 6 هواتف تعنل بنظام "سيمبيان" و 6 هواتف بخاصية "NFC" وقد كان أحدهم هاتف "N9" الذكي الذي نفخر به والذي يعمل على نظام جديد كلياً، "ميجو".
ثم قال: إن هدفنا الجديد يتمحور حول إيجاد الحلول لهؤلاء الذين في مقتبل عمرهم واللذين يتوقون للتطوير من أنفسهم ومن أسلوب حياتهم ونود من خلالهم أن نصل بين "بليون شخص" جدد، وذلك بتصنيع 356 مليون هاتف سنوياً.
هذا وقد قالت السيدة/ بلانكا جوتي:
"كنت أعيش في المكسيك وأنا صغيرة، ولم يكن يملك الهواتف إلا عائلة من كل عشر عائلات، وكان في الأغلب رب الأسرة هو المتحكم الأول والأخير في ذلك الهاتف، أما اليوم فكم هاتف يوجد داخل العائلة الواحدة؟ قد غيير ذلك مجرى العالم بأكمله.
ثم قامت "بلاكا" بالكشف عن أربعة هواتف جديدة من طراز "آشا" وهي كلمة من اللغة الهندية وتعني "الأمل" وهي هواتف جوالة موجهة للأجيال الصاعدة الجريئة التي تريد الجديد شريطة أن تكون الهواتف الجديدة، سهلة الإستخدام، تتصل بالإنترنت لتبقيهم على إتصال دائم بشبكات التواصل الإجتماعي (مثل فيس بوك، تويتر وغيرهم)، رائعة التصميم تعكس شخصية كل منهم وبسعر في متناولهم. ومن الواضح أن "نوكيا" قامت بتضئيل الفارق بين الهواتف الجوالة والهواتف الذكية بإطلاقهم لفئتة "آشا" حيث يمكن تحميل التطبيقات والألعاب ووسائل الإتصال مثل تطبيق "WhatsApp" وغيره. وسستوفر هذه الهواتف في الأسواق خلال الشهرين القادمين.
أما عن تفاصيل هواتف "آشا" فهم كالتالي:
(Nokia Asha 200) نوكيا آشا 200: الهاتف ذو الشريحتين، يعتبر أول هاتف من "نوكيا" يستطيع تشغيل شريحتي هاواتف جوالة وبتنقل سريع وسهل بينهم وبدون الحاجة لإعادة تشغيل الهاتف.
يأتي بلوحة مفاتيح كاملة من طراز "QWERTY" لتسهل كتابة الرسائل النصية و
ذاكرة داخلية بسعة 32 جيجابايت، ويتيح هذا الهاتف لمستخدميه الوصول وتحميل آلاف الأغاني. أما عن سعره فسيكون متوفراً مقابل 60 يورو تقريباً دون إحتساب الضرائب.
(Nokia Asha 201) نوكيا آشا 201: وهو الأخ التوأم لسابقه إلا أنه يعمل بشريحة واحدة لمن أعجبهم مواصفات "آشا 200" إلا أنه لا يريدون خاصية تشغيل شريحتين.
(Nokia Asha 300) نوكيا آشا 300: ويتميز هذا الهاتف بتصميم أنيق وشاشة تعنل باللمس إضافة إلى إشتماله على لوحة مفاتيح تقليدية، ويتمتع بمعالج مركزي بسرعة 1جيجاهيرتز، كما أنه يتمكن من الإتصال بشبكات الجيل الثالث مما يوفر سرعة الوصول للشبكات الإجتماعية، وهذا الهاتف يحتوي على متصفح نوكيا "Nokia Browser" الجديد واللذي يعتمد على الحوسبة السحابية والذي يقوم بإيصال معلومات مضغوطة للهاتف بنسبة 90٪، الأمر الذي يضمن سرعة التصفح بأقل تكلفة ممكنة.
ويجدر القول بأن بعض التطبيقات ستأتي متضمنة مع الهاتف مثل لعبة "Angry Birds" وتطبيق دردشة للفيس بوك "Facbook Chat" وتطبيق "WahtsApp".
هذا ويأتي "آشا 300" بكاميرا خلفية بدقة 5 ميجابيكسل ويحتوي كذلك علي خاصية البلوتوث، ومشغل راديو FM. أما عن ال
ذاكرة فسيتوفر به منفذ لبطاقة
ذاكرة تستطيع إستيعاب حتى 32جيجابايت. ومن المتوقع صدور هذا الهاتف بسعر يحوم حول ال 85 يورو دون إحتساب الضرائب.
(Nokia Asha 301) نوكيا آشا 301: مواصفاته قريبة جداً من "آشا 300" إلا أنه مصنوع من مواد عالية الجودة يتخللها المعدن، وشاشته التي تعمل باللمس تأتي بمقاس 2.6 بوصة، أما عن لوحة المفاتيح الخاصة به فهي من طراز "QWERTY" خلاف "آشا 300" الذي يحتوي على لوحة مفاتيح هواتف تقليدية. كما يتضمن إمكانية الإتصال بالإنترنت عن طريق الشبكات المحلية "WLAN" ويحتوي كذلك على تطبيق خرائط نوكيا.
أما عن الحدث الأكبر واللذي طال إنتظاره، فهو خبر إطلاق أول هاتفين يعملون بنظام "ويندوز موبايل" وهما أول نتاج الإتفاق المبرم بين شركتي "نوكيا" و "مايكروسوفت"، وقد فام السيد/ ستيفن إيلوب، الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا بالكشف عنهما وهما كالتالي:
(Nokia Lumia 800) نوكيا لوميا 800: يشبه شكل هذا الهاتف بشكل كبير هاتف "Nokia N9" إلا أن شاشة "لوميا 800" بقياس 3.7 بوصة وهي أصغر من شاشة "إن 9" بحوالي 0.2 بوصة، وذلك لإحتواء "لوميا 800" على ثلاثة مفاتيح تعمل باللمس أسفل الشاشة، يأتي هذا الهاتف بثلاثة ألوان رائعة الأسود، الأرجواني والأزرق الفاتح، ويجدر القول هنا أن الجرم الخارجي لهذا الهاتف مصنوع من مادة "البولي كاربونيت" التي توفر صلابة وخفة وفي نفس الوقت لا تقف عقبة أمام الإرسال كما يفعل المعدن، أما عن الألوان فقد تم حقنها في مادة "البوليكربونيت" بحيث أنه مهما تم تخديش الجهاز فلن يفقد لونه. وبالطبع يعمل هذا الهاتف على نظام "ويندوز موبايا 7.5" والملقب بـ"مانجو" وسرعة معالجه المركزي تبلغ 1.4 جيجاهيرتز أحادي النوى ومعالج للرسومات، وبشاشة من طراز "كلير بلاك آموليد" أو "Clear Black AMOLED" والتي توفر درجات داكنة جداً من اللون الزسود والألوان الأخرى تبدوا فيها أزهى. وسيكون سعر تجزئة هذا الهاتف حوالي 420 يورو دون إحتساب الضرائب.
(Nokia Lumia 710) نوكيا لوميا 710: وهو الأخ الأصغر من عائلة "لوميا" يأتي بشاشة بمقاس 3.7 بوصة ولكنها "LCD" وليست "AMOLED" كما أنه يأتي مزوداً بنفس المعالج المركزي الذي يملكه "لوميا 800" كما أن تصميمه مختلف عن أخيه الأكبر وجرمه الخارجي مصنوع من البلاستيك وليس من "البوليكربونيت" إلا أن سعره سيناسب شريحة أكبر من العملاء حيث سيكون سعره حوالي 270 يورو دون إحتساب الضرائب.
وبعد أن إنتهت التصريحات قاموا منظموا مؤتمر "عالم نوكيا 2011م" بفتح باب منطقة "The Experience" أو "التجربة" والتي استطعنا فيها تجربة كل الأجهزة الجديدة وإكسسواراتها، ويجدر القول هنا أن هاواتف "لوميا" بالفعل إستثنائية، حيث أنها سريعة الإستجابة ونظام "ويندوز موبايل 7.5" أكثر من رائع، وتتميز بسهولة إستخدامها وثبات نظامها رغم أن الأجهزة المعروضة كانت للعرض فقط وليست المنتج النهائي، ولكن أعجبتني واجهة المستخدم الخاصة بويندوز والتي تتمحور في المربعات المعروضة والتي تشكل إختصارات للتطبيقات وتيتح لك إختلاس النظر لما يتم داخلها.
وكان من أكثر الخصائص التي أعجبتني في هواتف "لوميا" هو إمكانية ترجمة كلمة زو جملة عن طريق تصويرها، ثم الضغط على زر الترجمة وإختيار اللغة، وعندها تظهر الترجمة باللغة المرادة فوق الكلمات الأصلية.
هذا وقد تعرفنا عن قرب على مجموعة من الأكسسوارات الصوتية لهواتف "نوكيا" مثل:
سماعات "نوكيا بيوريتي": وهي سماعات توضع على الرأس وهي نتاج إتفاقية بين "نوكيا" وشركة "مونستر"، وهي نفس الشركة التي تصنع سماعات "بيتس باي د.دري"، هذه السماعات تأتي بنفس ألوان هواتف "لوميا 800"، خفيفة الوزن، لا تضغط على الرأس ومريحة جداً وتعطي أداءً رائعاً عند الإستماع إليها ولكن يعيبها أنها تعطيك إنطباعاً بأنها ستكسر في أي لحظة لأنها مصنعة من مواد بلاستيكية خفيفة.
وهناك سمّاعات أذن صغيرة أيضاً
وكذلك قمنا بتجربة سمَّاعات (Nokia 360 Speakers) الصغيرة الحجم والعاملة على بطاريات قابلة للشحن، تقترن هذه السمَّاعات بمجرد لمسها بهاتف به خاصية "NFC" وبعدها يتم الإتصال بتقنية البلوتوث، تعطي صوتاً رائعاً وأكثر من كافية للإستخدام المنزلي أو المكتبي، كما يمكن ربط سماعتين في آن واحد لتوزيع الموسيقى عليهما بنظام "ستيريو".
أما الجناح الأكثر إثارة في عالم نوكيا فقد كان جناح المستقبل، الذي عرضت فيها نوكيا مجموعة من إختراعاتهم التي سيقدمونها في المستقبل، كبوَّابات تعمل بمجرد لمس هاتفك في المكان المحدد، ولكن يتوجب تخزين تذكرتك الإليكترونية عليه مسبقاً، وفي حال عدم وجود تذكرة لن تفتح لك البوابة، ويمكن إستخدام هذه التقنية للقطارات والطيارات وغيرها من الأماكن التي تستوجب وجود تذكرة عبور.
وما جذب إنتباهي في جناح المستقبل فقد كان نموذجا لجهاز تشغيل الوسائط المتعددة، ومن الممكن أن يكون هاتفاً في المستقبل، يحتوي هذا النموذج على شاشة قابلة للطي، حيث تقوم بتصفح القوائم طولياً للأعلى بثني الركن الأعلى الأيمن والركن الأيسر السفلي للوراء، أما لتصفح القوائم طولياً للأسفل فقم بثني الركن الأيسر العلوي والركن الأيمن السفلي للوراء، ولإختيار مجموعة ما، ولنختار الصور هنا كمثال، نقوم بثني طرفي الجهاز للأمام، ولإختيار صورة ما نقو بعمل ذلك مرة أخرى، أما إذا أردنا تكبير الصورة فنقوم بعمل ذلك مرة أخرى، وسيتم تكبير الصورة حتى تتوقف عن الثني أو وصولها لأكبر حد ممكن، ولتصغيرها سنقوم بعمل العكس، ولعل دقيقتان بالفيديو تشرح أكثر من ألف كلمة!
الخلاصة:
تتوجه نوكيا بكل قوتها وبأفكار مبتكرة للمحافظة علي مكانتها في الدول الناشئة على وجه العموم وعلى الفئة العمرية الأصغر عالمياً على وجه الخصوص في سوق الهواتف الجوالة، كما تخطط بالإستحواذ على حصة معتبرة من سوق الهواتف الذكية بالتعاون مع شركة "مايكروسوفت" واللذان أظهرا بوادر رائعة في جهازي "لوميا 800 و 701" وكما قال السيد/توم إرسكاين، رئيس الأجهزة الذكية في الشرق الأوسط وإفريقيا: "إن نظام ويندوز لنظام تشغيل سريع وثابت وهو آتٍ من شركة عريقة في مجالها لا يستهان بها بتاتاً ومن خلال إتفاقياتنا الإستراتيجية سنتوصل إلى ما نصبوا إليه"، وإحساسي يقول أن نوكيا ستعود وتستحوذ على قليلٍ مما سلب منها من حصة سوقية خلال السنتين الماضيتين، ولكن بوجود منافسين شرسين جدد في السوق سيكون الرجوع للقمة أمراً شاقاً ويتطلب وقتاً وجهداً كبيرياً لينتجوا هواتف لا يستطيع أحد أن ينافسها، أما ما تقدمه نوكيا اليوم فهو حتماً في الطريق الصحيح ولكن برأيي ما زال غير كافٍ لإسترجاع العرش، فهل ستقوم "نوكيا" بتقديم المبهر الذي يعيد الأمجاد؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام.