عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2013, 03:41 AM   #8
nourelhak
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: 05-12-2012
الدولة: القاهرة
المشاركات: 110
مشاركات الشكر: 78
شكر 44 مرات في 32 مشاركات
الغزوالفكرى للعالم الإسلامى

يطلق الغزو الفكرى فى عصرنا هذا ، على المخططات والأعمال الفكرية ، والتنفيذية والتدريبية ، والتربوية ، والترفيهية ، وسائر وسائل التأثير النفسي والخلقى ، والتوجية السلوكى الفردى والإجتماعى ، التى تقوم بها المنظمات والمؤسسات الدولية والشعبية من أعداء الإسلام والمسلمين ، بغية تحويل المسلمين عن دينهم تحويلًا كليًا أو جزئيًا ، وتجزئتهم ، وتمزيق وحدتهم وتقطيع روابطهم الإجتماعية ، وإضعاف قوتهم ؛ لإستعمارهم فكريًا ونفسيا ثم استعمارهم سياسيا وعسكريًا واقتصاديًا ، استعمارا مباشرًا أو غير مباشر .

ولقد عمد الإستعمار الممهد له بالغزو الفكرى والارسالبات التنصيرية والاستشراق بعد أن سيطر على العالم الإسلامى تجهيل الشعوب وتضليلها ، فوضع لها البرامج التعليمية التى تنسجم مع أغراض السيطرة والإستغلال وإضمار الكراهية للإسلام ، فينشأ أبناؤها وليس فى تقومهم إلا أن الدين عقبة ورجعية وتخلف , وأن الوسيلة الوحيدة للإرتقاء والتقدم هو احتقار الدين و التراث ، والإقتصار على جرعات مركزة مسمومة من تشور الحضارة فى مظاهرها المادية ، وسفالاتها الأخلاقية ثم تتلقفهم المصانع الفكرية فى الجماعات الغربية التى يتولى التدريس فيها نخبة من دهاقنة اليهود ، مهمتهم غسل أدمغة أبنائنا وصبها فى القوالب المنسجمة مع أعوانهم ومخططاتهم التآمرية ، واغراقها فى متاهات الإيديولجيات المدمرة التى تتعارض مع دياناتهم وتتناقض مع هويتهم ثم يعيدنهم إلينا - إلا من عصم الله - عملاء لهم وبلاء على أوطانهم بعد أن يمدوهم بالظهر و الأداة ، ويدفعوهم إلى الإنحراف العقلى الذى يحول دون ممارسة البحث الجدى والاستقصاء السليم ، والى إشاعة الفوضى الخلقية والبلبة الفكرية ، يستحدثونها عن رأى اسيادهم وأوامرهم ، وأكثر ما ينصحون به مشوه مدسوس وأقله يقبل على التأول ثم لا يلبثوا أن يتسعوا فى ذلك حتى ليستخف الطيش من يتولون كبر الدعوة الآثمة ، ويزلقهم إلى التعسف والزهو ، فيأخذون الأمور بالظنة المستعلية ، والتقرير القاطع ويبادؤون الناس بالشر ، وقد غرهم املاء الجهلة لهم ، وسول لهم الغرور أن اقتباس الحضارة العلمية لا يتأتى إلا إذا غسلنا عقولنا من الإيمان بالله .
وهكذا يقتل الفكر المبدع ويصبح التقليد الأعمى مثلنا الأعلى ، وأصبحت التبعية الإجترارية وسيلة وغاية ومنهاج حياة .
ومن المسلم به أن المسلمين أبان نهضتهم قد نعموا بمستوى فكرى رائع حين اهتدوا فى مسيرتهم بكتاب الله - عز وجل - الذى لا يأتية الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، وتركوا سنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - الذى قدم لهم الحقائق الإيمانية الثابتة بتبليغة الرسالة بل و دلهم على معالم انتهوا إليها ، وجعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة يرتفع به مع الإيمان عند الله درجات .
فكانت الحضارة الإنسانية الفريدة التى نعم بها المسلمون وغيرهم قرونا عديدة .
وكان هذا التراث النافع الذى لا يزال يشهد على اخلاصهم للحق وتفانيهم فى خدمة العلم والمعرفة ، وعلى سلامة منهجهم وتفكيرهم الذى جعلهم أساتذة الدنيا وسادة الأمم .
ولكنهم مع تراخى الزمن تركوا دينهم وفرطوا فى سنة نبيهم ، فبردت هممهم فى خدمة الدين والعلم ، وجمدت عقولهم ، وعجزت عن متابعة ركب الحياة الذى لا يعرف الفتور والتوقف ، مما جعل أعداء الإسلام الذين أفادوا من علوم المسلمين وجهودهم يطمعون فى سبق المسلمين واستلام زمام قيادة البشرية من أيديهم .
وكان عصر التنوير - كما يسميه الغربيون - وبرزت القوة المعادية للإسلام متمثلة فى الصليبية والصهيونية والروافض بأحقادهم التاريخية وأطماعهم فى السيطرة على العالم الإسلامى .

سنتناول
ما هو مفهوم الغزو الفكرى
ثم مراحل الغزو الفكرى

nourelhak غير متصل   رد مع اقتباس

اعلان