السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
خاص بموقع
الكمبيوتر الكفي :
تقنية الشحن السريع باتت من العناصر الاساسية في مواصفات الهواتف الذكية خاصة فئة الهواتف الرائدة، فهي من التقنيات العملية و المفيدة للمستخدمين خاصة ذوي اﻹستخدام الثقيل منهم. كانت كوالكوم قد اعلنت عن الجيل الثالث من تقنيتها للشحن السريع Quick Charge 3.0 العام الماضي، واعدة بتقديم المزيد من التحسينات عن الجيل السابق. دعونا نتعرف على هذه التقنية.
■ ما هي تقنية الشحن السريع ؟
كمستخدم للفئة الهواتف الراقية غالبا لن يكون مفهوم الشحن السريع بالغربب عليك، ببساطة اسم التقنية يدل عليها، حيث تتيح هذه التقنيات شحن بطاريات الأجهزة الذكية بشكل اسرع و في وقت أقل مما يستغرقه شحنها بواسطة تقنيات الشحن التقليدية.
في ابسط مستوياتها، تسمح تقنية الشحن السريع بتدفق مستويات عالية من التيار على
البطارية، سعيا لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في الشحن. و تميل أحدث منتجات تقنية الشحن السريع أيضا لشحن البطاريات باعلى فولتية، متيحة أعلى معدل لنقل الطاقة عبر كوابل الشحن الشائعة.
و لكن ذلك يلزم توافق كل من الهاتف وال
شاحن مع نفس مقدار الفولتية و التيار للشحن. هب ان هاتفك يدعم الشحن بمعدل 9 فولت / 2 امبير، و كان لديك
شاحن يدعم 1 امبير فقط، ستستغرق عملية الشحن وقتا أطول. وبالمثل، استخدام
شاحن بقدرة 2 امبير لشحن هاتغك الذي يدعم فقط 0.7 امبير لا يجعل الشحن اسرع بأية حال. كما يمكنك شحن جهاز متوافق بسرعة باستخدام الشواحن المتوافقة عالية الطاقة ولكن المنتجات غير معتمدة ليست مضمونة للعمل بكفاءة.
تقنية الشحن السريع من كوالكوم، كغيرها من التقنيات المماثلة من شركات أخرى، تهدف لتحسين نقل الطاقة في المراحل المبكرة من الشحن، مما يسمح للمستخدم شحن
بطارية جهازه ذات السعة المناسبة لفترة قصيرة من الوقت ليتمكن من استخدامه دون الانتظار طويلا.
تفتخر كوالكوم بان تقنيتها للشحن السريع يمكنها شحن الأجهزة الى نسبة 80% في دقائق معدودة لا تتعدى 35 دقيقة. و الملاحظ ان الشركات نادرا ما تذكر الوقت الذي تستغرقه هذه التقنيات لشحن
البطارية بالكامل، لأنها ببساطة أقل إثارة للإعجاب. ﻷن معدل نقل الطاقة في المراحل الأخيرة من الشحن أقل بكثير بغض النظر عن التقنيات المستخدمة في الشحن، و هذا ما يفسر لماذا تتمكن تقنية الشحن السريع من شحن
البطارية لنسبة 50% او اكثر بقليل بسرعة في وقت قصير، و لماذا لا تزال تأخذ أكثر من ساعة لتكمل شحن ال
بطارية تماما لنسبة 100%.
■ تقنية الشحن السريع Quick Charge 3.0.
في معرض تقديمها للإصدار Quick Charge 3.0 من تقنيتها للشحن السريع تفاخرت كوالكوم بتمكنها من زيادة قدرتها ﻷكثر من أربعة أضعاف مقارنة بتقنيات الشحن التقليدية، و زيادة سرعتها بنسبة 40% مقارنة بالجيل اﻷول للتقنية. و من المثير للاهتمام أن كوالكوم لم تقدم زيادة كبيرة في سرعة الشحن مقارنة بالإصدار 2.0، و بدلا عن ذلك ركزت على تحسين الكفاءة هذه المرة.
الميزة الرئيسية الجديدة في اﻹصدار 3.0 هي ما تسميه كوالكوم بتقنية INOV ( التفاوض الذكي لأمثل جهد كهربي )، و هى ميزة تعمل على ضبط درجة تدفق الطاقة و تحسين دورة الشحن على الوجه اﻷمثل. ﻷن ال
بطارية باختلاف طرازاتها تتطلب معدلات فولتية مختلفة. في الإصدار 2.0 دعمت كوالكوم أربعة طرازات ذات قدرات مختلفة من الطاقة و هي : 5 فولت / 2 أمبير، 9 فولت / 2 امبير، 12 فولت / 1.67 امبير و خيار 20 فولت. اما اﻹصدار Quick Charge 3.0 مع ميزة INOV فيكمنه التواصل مع الجهاز لطلب اي مستويات فولتية ما بين 3.2 فولت الى 20 فولت، متيحة خيارات عديدة من طيف واسع من الفولتية.
الفوائد اﻹضافية لميزة INOV، تتمثل في قدرتها على ضبط الجهد المطلوب للشحن خلال دورة شحن البطارية بشكل حيوي. ﻷنه كلما تقدمت عملية شحن البطارية لتقترب من نهايتها يتباطأ سحبها للتيار ليغدو أقل وأقل. و هذه واحدة من اﻷسباب التي تجعل شحن نسبة 20 % الأخيرة من البطارية تستغرق وقتا اطول من نسبة 20% اﻷولى منها. و وفقا لكوالكوم فتقنيتها الجديدة تتيح للهاتف طلب ما يكفي فقط من الجهد المطلوب للوصول للقدر اللازم من التيار وبالتالي تحقيق أقصى قدر من الكفاءة.
و تتجلى فائدة ذلك في تقليل كمية الطاقة المهدرة أثناء الشحن. سابقا، كانت الكمية الفائضة من الطاقة تهدر في شكل حرارة، متسببة في زيادة حرارة الهاتف، و التالي تحد من كفاءة و عمر البطارية. و لكن زيادة التحكم في كفاءة الشحن، تهدر طاقة أقل، و بالتالي تنتج حرارة أقل. وفقا لكوالكوم زادت كفاءة الشحن في الإصدار 3.0 بنسبة أكثر من 38%، مقارنة باﻹصدار 2.0، مما يعني توفير كبير للطاقة. كفاءة الطاقة هي حقا ميزة رئيسية جديدة في تقنية الشحن السريع 3.0، و تظل لها اهميتها فالبطاريات اﻷقل حرارة عمرها اطول دوما، فالحرارة تقلل من العمر.
■ مقارنة بين اﻹصدارات الثلاثة 3.0 و 2.0 ، 1.0
لعل أفضل طريقة لذلك هي المقارنة بين قيم الشحن بين اﻹصدارات الثلاثة لتقنية كوالكوم للشحن السريع.
كما نلاحظ من الجدول اعلاه، أن كمية التيار التي تستخدمها تقنية الشحن السريع ظلت متسقة نسبيا، بينما ساهمت زيادة فولتية الشحن بالسماح بشحن اسرع. في اﻹصدار 3.0، يساهم الطيف الواسع المتاح من الفولتية بشحن أسرع مع تحسين الكفاءة.
بالنسبة للهواتف الذكية، الحد الأقصى الفعلي من الطاقة المتاحة لم يتغير حقا من ذروته البالغة 18 واط كما كان في اﻹصدار 2.0 . فالطرازات الجديدة من بطاريات 9 فولت لازالت ستاخذ 18 واط كحد أقصى للطاقة مثلما كانت من قبل، و لكن طرازات البطاريات ذات الجهد المنخفض قد تستفيد من التقنية مما يتيح لها الشحن بشكل أسرع قليلا عن السابق. ولكن ئلك يعتمد على العتاد.
المهم في اﻷمر، ان كوالكوم احتفظت بنفس معايير التوافق كما كانت في اﻹصدارين 2.0 و 1.0.و بما ان كوالكوم قامت بزيادة كفاءة التقنية، ذلك سوف يمكنك من استخدام اقصي قدر من الطاقة بامان لشحن جهازك باستخدام أي شاحن معتمد. و لكن استخدامك للشواحن القديمة ذات الطاقة اﻷقل لشحن الهواتف الحديثة لن يحقق لك افصى سرعات الشحن التي تتيحها هذه التقنية.
بالرغم من دعم كوالكوم للاصدار 3.0 من تقنيتها للشحن السريع في جميع إصدارات رقاقات معالجاتها الجديدة، و لكن يلزم اﻷمر دعمها من قبل الشركات المصنعة لتعمل التقنية بكامل قوتها على الهواتف الذكية و الحواسب اللوحية. اﻹصدار 3.0 يتوقع له المزيد من اﻷنتشار خلال العام الحالي 2016.
■ معالجات كوالكوم الداعمة للاصدار 3.0.
كما اسلفنا قامت كوالكوم بدعم اﻹصدار الجديد Quick Charge 3.0 من تقنيتها للشحن السريع في مجموعة من اﻹصدارت الحديثة لرقاقات معالجاتها و هي : Snapdragon 820, Snapdragon 652, Snapdragon 650, Snapdragon 617, Snapdragon 430.
■ الهواتف المدعومة باﻹصدار Quick Charge 3.0.
بالرغم من العديد من الهواتف الذكية التي تعمل باﻹصدارات المذكورة اعلاه من معالجات كوالكوم، و لكن يبدو ان الكثير من الشركات فضلت عدم تقديم هذه التقنية في اجهزتها، و ربما يفاجئك ان عدد محدود من الهواتف الذكية تدعم هذا الاصدار حاليا و هي:
هاتف Xiaomi Mi5، هاتف LG G5، هاتف LeTV Le Max Pro و هاتف HTC One A9 و هذا اﻷخير لم يدعم هذه التقنية وقت إصداره و قامت HTC بدعمها على الهاتف بتحديث هوائي لاحقا. و لعل ابرز الهواتف الحديثة التي لم تدعم هذا اﻷصدار من تقنية الشحن السريع هما هاتفي
سامسونج الأخيربن، غلاكسي S7 و غلاكسي S7 Edge، رغم ان
سامسونج تستخدم احدث معالجات كوالكوم سنابدراجون 820، إلا انها لم تدعم التقنية ﻷن الاصدار الثاني من هواتفها مدعوم بمعالجها الخاص Exynos 8890، و لأن هذا المعالج لا يدعم التقنية قررت
سامسونج توحيد مواصفات اﻹصدارين ببساطة.
المصادر
1 /
2 /
3