السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خاص ب
الكمبيوتر الكفي.
منذ ان حدثت طفرة الهواتف المحمولة وانتقالنا لعصر الهواتف الذكية, تطورت أنظمة الهواتف الذكية بشكل كبير وبوتيرة متسارعة حتى صارت الآن منصات قابلة لان تنافس منصات الأنظمة الحاسوبية على اكبر حصة من الساعات التي يمكن للإنسان قضاؤها عليها.
تطور الأنظمة خلال السنوات واجهته غالبا مشكلة واحدة, صداع لا يكفيه مسكن للآلام ولا يساعد على شفائه نوم عميق.
انه صداع التحديثات, فبالرغم من كل شيء لا زالت أنظمة الهواتف الذكية تعاني من ناحية التحديثات وهنا يخص بالذكر نظام
الاندرويد بشكل أساسي ولكن سأتطرق له لاحقا بعد التخلص من الأنظمة الأخرى.
في البداية هنالك نظام IOS من شركة Apple
هنالك بالمجمل 12 هاتف ذكي يحمل اسم
iPhone منذ 2007 وحتى اليوم, وبحسب اخر ما صرحت به شركة ابل فإن اخر اطلاق رئيسي لانظمتها IOS9 متوفر على 77% من مجموع أجهزة IOS (يشمل لوحيات
الايباد), بالطبع هنا ذكر IOS9 ولم يذكر كم من هذه النسبة هو 9.1 او 9.2... بل اكتفت الشركة بذكر الإصدارات بالاجمال.
نظام اخر هو WindowsPhone من مايكروسوفت
والذي واجه سلسلة من السقطات حتى صارت نسبته الآن تراوح بنسبة منخفضة جدا, يستمر النظام ببعض المعاناة لتحديد أي تحديث هو اطلاق رسمي لكل الأجهزة واي منهم هو مخصص لجهاز معين واي اخر مخصص لسوق معين.
والآن لكبيرهم نظام Android
صاحب الحصة الكبرى بنسبة تتعدى 80% وبعدد مهول من الهواتف الذكية قد يتم حسابها بالآلاف حول العالم.
اول المسببات لهذا الصداع للدول السائرة بنظام العقود والباقات المدفوعة مسبقا والاشتراك الشهري, هي شركات الاتصالات.
فشركات الاتصالات تتحكم نوعا ما بك وبجهازك اكثر مما تتحكم به الشركة المصنعة او الشركة صاحبة النظام, فهي من تزوده لك من خلال نقاط البيع الخاصة بها وعلى خطة الدفع المسبق المتفق عليها, وهي من تتسلم التحديث من الشركات المصنعة للأجهزة والأنظمة لاختبارها ومن ثم اطلاقها للأجهزة العاملة على شبكتها, وهي التي تقرر أحيانا ان كانت ستقوم بترقية أجهزة معينة من عدمه حتى وان كانت مشمولة بفترة الترقية التي تختلف من نظام لآخر. شركات الاتصالات دائما ما تتأخر, واحيانا تتكاسل وغالبا ما ترمي الأجهزة ذات المواصفات المتوسطة الى القمامة بلا أي دعم مستمر.
وما يشجع شركات الاتصالات على هذه التصرفات هي المسببات الثانية والمقصود بها هنا الشركات المصنعة للأجهزة.
هنا نودع IOS و Windowsphone ونركز بباقلي المقال على نظام
الاندرويد.
هنالك العشرات والعشرات من الشركات المصنعة للهواتف الذكية العاملة بنظام
الاندرويد تتراوح هواتفها من أسوأ المواصفات وحتى ارقاها, وهذه هي أولى المشاكل التي تواجهها تحديثات نظام ال
اندرويد, فاغلب ان لم تكن كل الأجهزة العاملة بنظام ال
اندرويد والمنتجة من شركات غير معروفة ستكون معجزة ان تلقت دعم او تحديث مستمر للهاتف, ومن ثم الأجهزة الرخيصة من الشركات الكبرى وبعض الهواتف المتوسطة من الشركات الكبرى وحتى هواتف الفلاجشيب من الشركات المغمورة والتي بدأ يسطع لها اسم بالفترة الأخيرة.
واما الهواتف الراقية من الشركات الكبرى فمعاناتها من نوع اخر, فالتحديثات تتوفر لها ولكن بعد انتظار يليه انتظار فانتظار. اذ ان شركة جوجل تطلق نسخة جديدة من نظامها وأول شركة تقوم بتحديث هواتفها الراقية له تستغرق شهرين على اقل تقدير للقيام بذلك, والسبب هنا مشكلة أخرى تخص نظام ال
اندرويد وهي تخصيص واجهة وتجربة المستخدم للاندرويد من قبل كل شركة لما يميزها فتتأخر حتى تكمل عملية التخصيص ومن ثم اطلاق التحديث لشركات الاتصالات واختباره ومن ثم اطلاقه للمستخدمين.
وبسبب كل هذه المراحل, وكل هذه الأجهزة وكل هذا التشتيت تجد ان التحديثات تطلقها جوجل من هنا وقد لا ترى النور حتى وان مر عام كامل فتجدها على نسبة قليلة من الأجهزة.
اذا فما الحل؟ ما العلاج لهذا الصداع المرير؟
هنا اطرح اجابتين لهذين السؤالين.
الجواب الأول هو: تأخير اطلاق تحديثات النظام وتحويل الاطلاق الى حلقة 24 شهرا بدلا من 12 شهر ( أي اطلاق جديد كل سنتين بدلا من اطلاق جديد كل سنة), ولكن هذا أيضا لن يكفي بل هنا سيكون المطلوب من شركة جوجل اطلاق تحديثها للشركات قبل الإعلان عنه, ومنحهم المجال لاكمال التغيررات الخاصة بهم ومن ثم من بعد الإعلان عنه يتم اطلاقه بوقت واحد سواء كان لأجهزة النيكسس او الهواتف الأخرى من باقي الشركات.
الجواب الثاني هو: الزام جوجل شركائها بتقديم اختيارين, الأول هو الولوج لحلقة التحديثات الخام والمقدمة من شركة جوجل مباشرة او الانتقال لحلقة التحديثات المخصصة من الشركة المصنعة (بالضبط مثلما يعمل برنامج Windows Insider) لمنصة ويندوز10. فهنا يكون للمستخدم قرار البقاء على الاندرويد المقدم من الشركة المصنعة او تحميل التحديثات والنسخة المقدمة من شركة جوجل نفسها.
او حتى تطبيق الجوابين فيتم تأخير اطلاق التحديث حتى تكمل الشركات العمل عليه, وإعطاء المستخدم حرية الاختيار باي نسخة من النظام يريد استخدامها كي لا تكون شركة جوجل ملزمة بالتأخر حتى مع التحديثات الثانوية.
ولربما هنالك إجابة ثالثة تعمل عليها جوجل وشركاؤها ولا اعلم بها اذ ان كل شيء ممكن. ولكن حتى تلك اللحظة يبقى هذا الصداع مستمرا بلا علاج.
**اعداد ومجهود شخصي**
السؤال أيضا موجه للقراء ما العلاج لهذا الصداع المرير؟ شاركونا آرائكم.