المخطط الإستعماري الجديد لتمزيق العالم الإسلامى
الإسلام دين عالمى أنزله الله لإصلاح ما أفسده البشر، ولتقويم السلوك الإنسانى عامة ، فقد انتشر بين مختلف الأجناس دون تفرقة ولا تمييز بين جنس وآخر عملا بقوله جل وعلا :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) . [الحجرات:13]
وبذلك تمكن الإسلام من توحيد البشر جميعًا حتى صاروا أمة واحدة لا فرق لعربى على عجمى إلا بالتقوى ، وصار الجميع سواسية تحت مظلة الدين الإسلامي ، وصار الإسلام الوشيجة التى تربط بين جميع الشعوب والأجناس من عرب وبربر وفرس وروم ، وترك وذابت تلك القوميات كلها في بوتقة الإسلام ؛ فالتفوا حوله وحملوا رايته مدافعين حوله ، والتفوا حول كلمة سواء ، وبذلوا أرواحهم وأموالهم فى سبيل الله ، فتمت وحدة العالم الإسلامى فارتفعت راية الإسلام فى كل اتجاه .
كان الإستعمار يدرك ادراكًا عميقًا لتلك الحقيقة ، وكان يعلم أن الضربة الموجهة إلى قلب العالم الإسلامى يجب أن توجه إلى تفتيت المسلمين وضرب الوحدة الدينية التى تجمعهم واتخذ لتحقيق سياسية التآمرية طريقين : -
الأولى : تكبيل العالم الإسلامى باوضاع حدودية جائرة بعد الحرب العالمية الثانية 1945 م ، دون مرعاة لخطورة تمزيق العناصر البشرية الواحدة بل قصدًا منه إلى تمزيق قلب العالم الإسلامي الرابض وسط العالم القديم من المحيط الأطلس إلى حدود الصين واليابان .
الثانى : ايقاظ العنصرية والطائفية من جديد لدى العرب والفرس والترك والبربر والهنود والأكراد وغيرهم ، وكلما بدت يقظة لهذا العملاق لينبض من جديد نبضًا موحدًا ويحس باحساس واحد تمادى الإستعمارالصليبى والشيوعي والصهيوني في التربص به ، وتسديد الضربات المؤثرة إليه حتى يعود النبض المنفرد لكل اقليم .
وهذا ما حدث الآن على خريطة العالم الإسلامى – وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط – وسيستمر التوتر الطائفي والعرقى والديني إلى مالا نهاية مالم تتحرك الأمة الإسلامية وتدافع عن وجودها في عالم تحكمه معايير القوة والسيطرة على مقدرات الشعوب .
وهو صراع بدأ ولن ينتهى إلا ينتهى إلا بالإنتصار على المسلمين ،والقضاء على دينهم وشل حركتهم فى استخدام مواردهم في بناء قوة اسلامية تحمى أرضهم وعقيدتهم ، وتذود عن حرمتهم ، فالواجب على المسلمين أن يتدبروا حركة التاريخ وأن يرجعوا إلى فطرة الإسلاة الصافية الداعية إلى الوحدة والأخوة الترابط .
وهكذا يستمر الصراع بين المسلمين والمعسكرلهم فى حلقات متتابعة تحكمها عناصر الشر ، وتمضى المراحل التاريخية ، ويظهر مخططون جدد ،ولكن يجمعهم رباط واحد هو الكيد للإسلام والعمل على اضعافه ثم القضاء عليه