[نقي القوافي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

قلقسي و غالقسي وجيلاكسي و غلقسي و قالكسي وغلكسي وكالكسي وجالكسي نوت ..
أتعب الله ذلك الفتى حينما اختار اسم لجهاز لم نرسو له بمنطوق ولا مكتوب ولا مفهوم .!

وقد رحم الله ابن أبي نقي القوافي حينما لم يبيع ( النوت ) يوم أن ابتاع ( اس 3 ) فمنذ اللحظة الأولى وفي قلبي منه شك وريبة ونزاع.. والأرواح جند مجندة يا صحبي..

كتب الله أن أروم اعتياد الجديد نكاية بالقديم غير أن القديم هذه المرة وشى بالجديد وأطاح به,, وكتبت هذا :

ثار العزم وصرت أقلب هذا النوت المتعجرف الضخم وكأنه بغل حُط في لغط الطين وخرج .. وصارت عيناي تغازل ذلك الأبيض الوسيم , وسمعت أنه كلون أثمن الحجارة وأنفسها , وسبق ذلك هرطقات السمعة ومراسم الإعلانات حتى تشبعت شغفا به وكرها ب( النوت ) وصرت كلما اخطأ جهازي سببته وأقسمت أن آتيه بضرة تميت قلبه حسدا وغيرة .. وأتى اليوم الموعود وأخبروني بنزول الجديد فهرعت , حتى أنني بقصد الإهانة لم ( أشحن ) جهازي بالكامل غيلة به ونكرانا ..


وأتيت حانوتا وابتعت منه اس 3 وانطلقت أهيم فرحا لا أدري أين أصير معه ..حتى أتيت البيت وبدأت أقلب هذا الاس3 وريثما يعمل , كنت اسرق طرفي إلى شاشته الساطعة الرائعة , حتى ولج فإذا بي أرى لمسات ذوات الخدور على جوانبه وأصوات الترف تصدر من قامته كلما مسحت السبابة وجهه .. ثم أبحرت فيه ووجدت ما لو قلته قبل عام لظننتم بي شرا.. حتى أني وجدت فيه ما يكون لك كالعين يراك .. فإذا كنت تراه استحى منك فلا يزيل عنك النور حتى تغض طرفك عنه .. فيبهت بهدوء ..


وكنت كلما تعمقت به توقفت برهة لأبصق بوجه البغل المتين ( النوت ) ثم فتحت شيء يعكس صورة المنظر يسمونه ( كاميرا) فإذا هي بنت أسياد القوم .. فاتنة تكاد من جمالها حصر منافعه عليها .. وكأنهم أبناء الصليب ما صنعوا غيرها تفننا وإبداعا ,, جل من علمهم وتبارك ..

وأكثر ما وجدت نفسي تميل إليه .. هو ضوء في أعلاه من جهة اليسار يتشكل حسب ما تريد عرفت بعدها أنه يناديك بأدب جم وكأنه الجارية الحيية عند سيدها .. بل أنه من دهائه يخبرك من الطارق ( صلاة , رسالة ... ) فيالها من خدمة لطيفة أحببتها ..

وأصبح الجهاز عندي هو الحاجب الأول وأيضا الصديق الوفي إلا أنني لم أجد ما يقولون من فرق شاسع بالسرعة والاستقرار بل كنت أتضايق كثيرا من مسائل النسخ واللصق السخيفة فيه وأزعجني صغر شاشته وكان النوت مثله بالسرعة وأفضل منه بالنسخ وغيره ..


ومضت تلك العشرة بيننا ثلاثون يوما تزيد أو تنقص والبغل في إسطبله حزين أكلت الغيرة مجامعه .. وخلال تلك الفترة .. بدأت أفقد طعم شي لذيذ كنت استمتع بمذاقه .. وصرت أحن إلى لقياه .. وتغشاني فكرة اطردها كل مرة وهي تقول: (فقدت شاشة النوت وحجمها ) ثم صرت اطرد الفكرة الخبيثة من رأسي ,, ولكنها سرعان ما تعود .. حتى أتت علي ذات يوم واستوقفتني وسألتني استجوابا ومصارحة , بعدها تفلت زمام الرسن ,, وكانت تقول لي سؤال واحدا تهربت منه طيلة شهر كامل ..

كانت تقول : ما الفرق بالله عليك .؟
ثم تقول هذه الخبيثة : اجمع كل ما تملك ثم زنه بميزان حجم الشاشة .. واعتياد القراءة وتصفح الصور وطي القفار بـ ( الجارمن ) واتساع البحث و وو ووو و و
على أن تفقد ضوء وكاميرا وملمس ودقة شاشة وذكاء متابعة وبعض الترف ..
فقلت في نفسي إن الفكرة والله ما هي إلا من أهل البغل الحقير أرسل لي من يزعزع أسرتي الجديدة, قد أكلته الغيرة وقطعه الحسد, ثم نفثت ثلاثا ومضيت..

ولكن ما هي إلا ثلاثة أيام فقط .. و..... بعت الاس 3 .. وعدت إلى الأصل العتيد .. فوالله ما اصف لكم سعادتي به وفرحه هو بي .. وحدسي به خاب , هذا البطل الأصيل ..


ثم كتب النوت لكم يقول /

من يأتيني بضوء يشير إذا ورد سيدي اتصال أو رسالة .
ومن يأتيني بخلق حسن حيث لا أغلق الشاشة وسيدي يقرأ.
ومن يأتيني بترف شكلي , أجدد به شيخوختي وأما داخلي فهو أدرى به ..

هي تجربة لا أكثر بقالب فكاهي لا يخلو من الأخطاء .

** تمنيت لو كانت هناك أيقونه ( عدم الإعجاب ) ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه ...


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..