معآآآنتي يوم الخميس الماضي 12 / 04 / 1432هـ
بقلم :: صديق لي
لم أعد مشغول الفكر في يومي هذا بقضية توسنامي اليابان ولا بالتظاهرات الشعبية في عدة بلدان بقدر ما شغلني اتصال هاتفي من صديق يخبرني بمجمل قصته أن موظف شركة موبايلي للاتصالات وبعد انتظار دام ساعتين في صالة الانتظار -التي تزعجك بمكبرات الصوت الخاصة بتغيير أرقام العملاء- تقدم وكله ثقة إلى موظف خدمة العملاء – الذي احتفظ بذكر اسمه حتى وقت آخر – وعندما طلب صديقي جهاز كفي صادر من هذه الشركة من نوع ( iphone) طلب منه موظف الخدمة إبراز بطاقته كإجراء روتيني وبعد أن ناوله المسكين بطاقته إذ به يتراجع بكرسيه قليلاَ ثم يحاول أن يستوعب الموقف !!!!
أجنبي .. بهذه الكلمات نطق الموظف متسائلاً ، فأجابه صديقي بالتأكيد وكله هلع من نظرات الموظف حينها أعاد الموظف بطاقة صديقي معتذرا أن الخدمة لا تقدم للأجانب وإنما هي حكر للسعوديين فقط ويستثنى من القرار المهندسين والدكاترة!!! ولم يتبقى إلا أن يقول له اذهب واستغفر لذنبك ؟؟؟
لن استرسل في سرد الأحداث الدرامية التي حدثت بعد ذلك بقدر ما سأركز على هذه اللقطة المؤسفة بحق شركة أهلية أكاد اجزم أن 70 بالمائة من عملاءها هم من الأجانب ؟؟ بدليل أن 90 بالمائة من عروضهم خاصة بالاتصال الدولي وجميع إعلاناتهم تستجدي الأجنبي الذي تريد سلب جيبه دون النظر إلى رغباته واحتياجاته.
أكان الموظف حين تفوه بهذا الهراء على دراية كاملة بقوانين الشركة أم انه اجتهد واصدر قراراَ من تلقاء نفسه ؟ لا ابعد الشركة عن هذا الموضوع فلو كانت لوائحها صارمة لما تعدى الموظف شفهياَ لهذه الدرجة .. حيث أن المقولة المشهورة تقول : من أمن العقوبة أساء الأدب.
بلال بن رباح رضي الله عنه مات وفي ذمته أربع زوجات هاشميات .. وقد كان فيما مضى عبد حبشي لا يذكر فرفع الإسلام قدره وعاش بين الناس بعزة وأنفة لكن هذه الإضاءة لن يستوعبها هذا الموظف الذي تبجح بإبراز بطاقته واسمه آمناً العقوبة وضاربا بالأخلاق عرض الحائط.
كلمة لشركة موبايلي : إن مقدار ما تصرفينه من ملايين من أجل إنتاج أعلاني في القنوات الفضائية يستهدف بالدرجة الأولى لأجانب هذا البلد بقدر ما تفقدي الكثير منهم نتيجة سوء السمعة التي يقترفها صغار الموظفين الغير مؤهلين والذين تضعينهم في مواجهة العميل، وناصح لك ببدء الإصلاح من الداخل فهو أجدى من كواليس التصوير وغرف الإنتاج.
كلمة أخيرة لموظف موبايلي : موقعك الحالي الغرض منه الوقوف على خدمة العملاء وليس الانتقاص من جنسياتهم وأشكالهم .. إن كنت تفتقر لأساسيات التعامل الصحيح مع العميل فاترك مكانك لغيرك وكفى هراء ..
الذين يعتقدون أن نوع المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة، وان المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها وهي هذه المجموعة المختارة والتي يجب أن تكون لها الأفضلية المكتسبة هم مخطئون ، ومع أن الانحياز لذات العرق والجنس يكاد يكون توجهاً بشرياً عاماً وفطرياً،فان هذا الانحياز يتحول إلى العنصرية. و العنصرية حجر عثرة في طريق تحقيق الانتماء الديني للجماعة وكذلك الانتماء الوطني. ومن هنا حاربها الإسلام. فجاءت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تنادي إلى المساواة بين بني البشر. حيث كانت التقوى هي المعيار الذي يجب أن يبنى عليه التمايز بين بني البشر. قال تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
سأعود لمتابعة أخبار الثورات الشعبية التي انطلقت من تونس ومرت بمصر وعصفت بليبيا واليمن ولا استبعد أن تطال حتى شركة موبايلي الموقرة .. وتجتثها من مكانها فرع فرع .. مكتب مكتب .. كونتر كونتر .