الكمبيوتر الكفي - غوغل .. قصة شركة صنعت التغيير!

[RIGHT]
السلام عليكم ورحمة الله
[COLOR="Red"][COLOR="Blue"]مؤخرا أنهيت كتابا بعنوان "كوكب غوغل Planet Google" الذي تحدث فيه راندال ستروس بشكل موسع عن تجربة الشركة العملاقة التي أصبحت تتغلغل أكثر وأكثر في حياتنا وتدفع بالتكنولوجيا للدخول في كل المجالات . وغالبا عندما أقرأ أسجل أهم المعلومات لكن هذه المرة قررت توسيع التسجيل إلى "ملخص صغير" من أجل الإخوة الأعزاء مرتادي موقع الكمبيوتر الكفي الذين تعنيهم هذه المواضيع بالتأكيد .[/COLOR][/COLOR]

[IMG]http://www.ce4arab.com/vb7/images/sub/10_2015/13024618pm-1134887-623006-0-0.jpg[/IMG]

خاص بموقع الكمبيوتر الكفي :
وضع لاري بيج وسرجي برين على موقعهما عند تأسيسه بياناً قالا فيه أن مهمتها هي "جعل الحصول على معلومات ذات نوعية عالية على الشبكة أسهل" ، وبعد سبعة أشهر فقط تبنت غوغل الهدف الضخم الذي لا تزال تعمل عليه إلى اليوم وهو "تنظيم المعلومات حول العالم" .
منذ البداية امتلكت غوغل أفكارا سباقة أوصلتها لما هي عليه الآن من نجاح , واحدة منها هي طريقة الحصول على المال ، كان المؤسسان سابقا يعارضان وضع الإعلانات لأنها قد تجعل محرك البحث يعطي نتائج متحيزة للمعلنين ، لكن عند تأسيس شركتهما فكرا بعكس المعادلة فبدل أن تنحاز نتائج البحث للمعلنين جعلا الإعلانات متوافقة مع نتائج البحث .
ابتكرت غوغل بديلها للنوافذ المنبثقة المزعجة واللافتات الوامضة التي تعرض الكثير مما لا يعنيك ، وهو النص العادي في إعلانات مكونة من ثلاثة أسطر قصيرة على الهامش الأيمن من صفحة نتائج البحث تظهر فقط عند وجود علاقة بمصطلح البحث ، وقد شكك الكثيرون في فعالية هذه الإعلانات النصية ، لكن أسلوب "قلة قليلة من الكلمات للجمهور المناسب في الوقت المناسب والحالة المزاجية المناسبة" صنع 99% بالمائة من إيرادات الشركة .

[IMG]http://www.ce4arab.com/vb7/images/sub/10_2015/13024618pm-1134888-623006-0-0.jpg[/IMG]

[COLOR="DarkOrchid"][B]البدايات :[/B][/COLOR]
بدأ لاري عمله في محرك البحث ضمن دراساته العليا في جامعة ستانفورد ثم اشترك معه سرجي ، كان الطالبان في علم الحاسوب يسعيان للحصول على الدكتوراة هناك ، ومنذ تأسيس الموقع كان هدفهما طموحا وهو فهرسة كل صفحات الشبكة وليس انتقاءا أو جزءا منها ، لكن التحدي الأكبر الذي واجهاه هو توفير عتاد يواكب نمو الشبكة المتزايد ، لقد أنفقا 15,000$ من أموالهما الخاصة على شراء أقراص التخزين ، لكن محرك بحثهما أصبح يستهلك نصف النطاق الترددي من إنترنت الجامعة لذا لم يعد وجودهما مرغوبا هناك .
أما برنامجهما الزاحف فقد كان بدائيا وسبب الكثير من المشاكل ، ولأن عرض النطاق الترددي للإنترنت كان محدودا في ذلك الوقت ؛ تسبب برنامج غوغل عند زيارته لموقع ما بزيادة في حركة المرور لا يستطيع موقع الشبكة استيعابها فيتوقف أمام الزوار ، مما دفع أصحاب المواقع لإرسال رسائل غاضبة للاري وسرجي ، لكن هذه البرمجيات تحسنت بمرور الوقت وأدرك أصحاب المواقع أنها تفيدهم في استقطاب مزيد من الزوار .
كان الشابان يفكران ببيع تراخيص تقنياتهما لمحركات البحث لكن مختصا نصحهما بتأسيس عملهما الخاص فهما يتقدمان باستمرار ، وعندما بدءا شركتهما لم يكن بإمكانهما شراء معدات ضخمة للمعالجة والتخزين لذا كانا يستعملان سلسلة من القطع المجمعة لحواسيب متوسطة من أجل معالجة البيانات وتخزين الفهارس ، كانا يطمحان لتجاوز أكبر محرك بحث آنذاك وهو ألفا فيستا الذي قام بفهرسة 150 مليون صفحة ، لكن النمو الأسي للشبكة جعل معالجة هذه البيانات تستغرق أسابيع مما أدى إلى ظهور مشاكل في الأداء ، ولم يمنع هذا من سرعة انتشار موقع غوغل بسبب تقديمه نتائج أكثر فائدة من الآخرين وعندما تزايد الضغط تباطأ الموقع ثم انهار ، وتتحدث الموظفة العشرون في غوغل ماريسا ماير عن ذلك اليوم : رأيت لاري يقف في زاوية مطبخ الشركة فسألته مالذي تفعله ؟ فأجاب : أنا أختبئ ، لقد انهار الموقع وسار كل شيء بانحراف فظيع !
هنا جاء دور أورس هولزلي عالم الحاسوب المتمرس والحاصل على الدكتوراة من ستانفورد أيضا الذي وافق على الانضمام لغوغل بعد أن انجذب لفكرة بناء أنظمة تستطيع تطوير نفسها ، وأعجب بابتعاد الشابين عن الموضة السائدة بالدخول للدوت كوم لتحقيق ربح سريع ثم الخروج لاحقا .
هولزلي أخبر الشابين الذين اعتقدا أن سبب المشكلة هو قطع الحواسيب الشخصية المجمعة بأن المشكلة ليست في هذا الخيار الأرخص ، بل في البرمجيات المكتوبة على عجل في الجامعة وغير المهيئة للتعامل مع تضخم الطلبات ! وأعيدت كتابة الرموز لتستمر الشركة في توفير الملايين باستخدام القطع المجمعة بدل حواسيب ضخمة من ماركات مختصة تكلف الوحدة منها مئات الآلاف من الدولارات .
كان الشابان يفضلان الهندسة على العمل التجاري ، وحين تطلعا للحصول على رئيس تنفيذي لديه خبرة بالعمل التجاري ؛ بحثا عن شخص يشبههما في القناعات فقد كانا يؤمنان بأنه "لا وجود لمشكلة ليس لها حل ، فحين يصمم المرء نظاما مناسبا سيصبح بإمكانه إنجاز أي شيء " ، وفي عام 2001 عثرا على إيريك شميدت وهو مدير تنفيذي متمرس وعالم حاسوب حاصل على الدكتوراة ، ويكبر الثنائي المؤسس المولودان عام 1973 بثمانية عشر عاما ، بعد عامين من وصوله تعهد ثلاثتهم بالعمل معا للعشرين سنة المقبلة ، وأصبح شميدت الوجه الأكثر ظهورا للقطاع العام وكان يعتني بما ينبغي التصريح به للعالم الخارجي ووُصف بأنه الشخص الذي يمنح الشابين إشراف الكبار .

[IMG]http://www.ce4arab.com/vb7/images/sub/10_2015/13024618pm-1134889-623006-0-0.jpg[/IMG]

[COLOR="DarkOrchid"][B]الخوارزمية :[/B][/COLOR]
أسست غوغل خوارزمية قوية من أجل تقديم نتائج بحث متفوقة ، ترسل أولا للمواقع برنامجها الزاحف Googlebot فيجمع البيانات ثم يحللها آليا للخروج بفهرس هائل الحجم ، وتستطيع الخوارزميات التطور ذاتيا كلما زادت البيانات المدخلة وعمليات البحث ، حيث تقوم بخلق المزيد من الروابط بين الصفحات للخروج بنتائج أكثر صلة ، ويتم تحديد مدى الصلة وفق مائتي معيار حاليا من بينها مثلا ترتيب الصفحات ، فكلما زادت الروابط المؤدية إلى صفحة زاد احتمال ظهورها .
على العكس منها كانت ياهو التي استعملت محررين بشريين لصنع دليل للمواقع تم اختياره بعناية ، وعند تقديم طلب بحث فإنه يجري أولا داخل دليلها وإذا لم يوجد مطابقات يرسل البحث لجهة خارجية تتعاقد معها ياهو ، وقع الاختيار عام 2000 على غوغل لأنها قدمت السعر الأرخص ، ولم يدري المستخدمون أن غوغل وليس ياهو هي من تجري العملية في الخلفية لكن تصاعد عمليات البحث طور خوارزميات غوغل كثيرا وزاد شعبية موقعها الخاص ، وعندما أنهت ياهو عقدها معها كان الأوان قد فات ، إذ لا يمكن لأي دليل يدوي أن يجاري السرعة التي نما بها عدد الصفحات منذ تلك الأيام !! أما المحركات الأخرى مثل مايكروسوفت وآسك وغيرهم فكانت حصتهم ضئيلة أمام غوغل التي كانت قد التهمت أكثر من 50% من عمليات البحث في أمركا بحلول عام 2007 .
شركة مايكروسوفت التي كانت تعتقد بأنه لا يوجد من يستطيع صنع برمجيات أفضل منها ، وكانت قيمتها السوقية حينئذ أكبر من قيمة غوغل بعشرات المليارات ، حاولت بعد هذه الضربة الترويج لفكرة الإنسانية بدل الخوارزمية وأنها ستعطي نتائج أقرب للمستخدم ، حتى إنها قالت مرة عن تعديلاتها الأخيرة التي أضافت فيها بعض اللمسات الجذابة على طريقة إظهار نتائج البحث أنها أجريت من قبل : "أناسنا الذين لم ينجح بعضهم في التفاضل والتكامل" فقد كانت مايكروسوفت تهتم بالقدرات أكثر من المؤهل التعليمي العالي ، لكن غوغل امتلكت قوة احترافية من أجل عمل معقد كهذا بحرصها على توظيف مهندسين حاصلين على شهادات عليا ، وقد كان 40 من أول مائة موظف في غوغل حاصلين على الدكتوراة .
رفضت غوغل التخلي عن مبدأ الخوارزمية البحتة الخالية من أي تعديل بشري على النتائج ، ذلك المبدأ الذي أثبت قوته وتفوقه على المنافسين حتى عندما تم الضغط عليها لإزالة موقع "معادي للسامية" من نتائج البحث الأولى ، قال سيرجي وهو يهودي كما لاري : أنه تعرض شخصيا للهجوم على ذلك الموقع لكن "موضوعية برامجنا في ترتيب المواقع هي واحدة من أهم مبادئنا" وقال : نحن لا ندع وجهات نظرنا الشخصية تؤثر على نتائجنا .

[COLOR="Blue"]اللي بقرأ الموضوع للنهاية يخبرني في التعليقات .. بنا نشوف طولة بالكم . :1ste: [/COLOR]

[IMG]http://www.ce4arab.com/vb7/images/sub/10_2015/14095111am-1134944-623006-4965987-613601.jpg[/IMG]
[COLOR="DarkOrchid"][B]الأجواء في الداخل :[/B][/COLOR]
قام الكاتب راندال ستروس بالعديد من اللقاءات مع الموظفين في غوغل وقد سمحوا له مرة بحضور اجتماع الجمعة الدوري في مقر الشركة الرئيسي غوغلبليكس ، ويحضره بيج وبرين وشميدت عندما يكونون في المدينة ويشارك فيه الموظفون في أنحاء العالم بالفيديو ، يومها كان لاري فقط موجودا وبدأ الاجتماع بإعلانات وعرض لمنتج جديد ، ثم بدأ لاري يستمع للشكاوى بصبر مهما كانت تفاهتها ، ويحاول حل المشاكل فورا ويتفاعل مع الموظفين بروح مرحة حيث يطغى على الاجتماع الحماس وتفاعل الجمهور .
توفر غوغل لموظفيها كل وسائل الراحة ، من الوجبات المجانية المميزة إلى المواصلات والخدمات الطبية والتدليك ومراكز لرعاية الأطفال ، وتحرص على تواجد الكثير من الخدمات سواء مدفوعة أو مجانية بالقرب من مقرات العمل أو داخلها ، مثل وجود مدربين رياضيين وحلاقة شعر وتنظيف ملابس وغسيل السيارات وقد صنفتها فورتشن عام 2007 و2008 بأنها أفضل مكان للعمل فيه .
تتكون غوغل من فرق تعمل على مشاريعها باستقلاية دون ضغط وتحكم هرمي كبير ، لكن رؤية القادة الثلاث حاضرة دائما بقوة ، وهم يعملون في طابق مزدحم غير منعزلين ومكاتبهم صغيرة ويجتمعون بالموظفين يوميا ، وينقلون أولياتهم باستمرار إلى جميع أنحاء الشركة بحيث تدرك الفرق تماما مبادئ اتخاذ القرار وأي المشاريع أكثر فائدة لمهمة غوغل .

[IMG]http://www.ce4arab.com/vb7/images/sub/10_2015/13024618pm-1134890-623006-0-0.jpg[/IMG]

[COLOR="DarkOrchid"][B]مفتوح ومغلق والطريق لأندرويد :[/B][/COLOR]
سابقا وقبل ظهور غوغل كان الإنترنت متوفرا على أنظمة اتصالات مغلقة في مراكز الأبحاث الكبرى فقط ، وكان هناك شركات توفر المعلومات المتخصصة على الإنترنت مقابل مبالغ عالية ، إلى أن أعلنت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية سيرن بداية التسعينات عن إتاحة تكنولوجياتها (الويب) مجانا للجميع ، ومنذ ذلك الوقت بدأ الكثيرون بوضع المعلومات طوعيا ومجانا على الشبكة ، وهؤلاء هم المصدر الذي اعتمدت عليه غوغل لتبني أعمالها ، لقد ظهرت الشركة في الوقت المناسب تماما ، ففي حين كانت مايكروسوفت تخطط لشبكة مايكروسوفت MSN المغلقة التي ستستضيف فيها جهات مزودة للمعلومات تتقاسم معهم الأرباح ، وفي حين كانت ياهو وغيرها قد بدأت تواجه صعوبات في توفير تقنيات بحث تناسب كمية المعلومات التي تضخمت سريعا بعد فتح الشبكة ، سحبت غوغل البساط من تحت الجميع وبدأت بخوارزميات بحث جديدة معتمدة على الشبكة المفتوحة .
بمرور الوقت تراجعت الشبكات المغلقة وأصبح نموذج المفتوح القائم على الإعلانات هو الأكثر انتشارا ، حيث لم يبقى من ذلك العصر تقريبا إلا صحيفة وول ستريت التي بقيت محصورة على الأعضاء المشتركين ، وقد دعمت غوغل الانفتاح والمصادر المفتوحة بقوة واستضافت ومولت طلابا ومشاريع ودورات متعلقة بهذا الموضوع فهو المادة الخام التي تبني بها قوتها ، لكن من الواضح أن غوغل تكيل بمكيالين حسب مصالحها ، فبينما كانت مستاءة من انغلاق شبكة فيس بوك مثلا ، ظلت فهارسها للشبكة مغلقة وحصرية بها ، حتى إن البعض طالبها بتوفير هذه الفهارس لتستفيد منها كل محركات البحث لإثبات مصداقيتها في دعم الانفتاح الذي تطالب به الآخرين !
كما رفضت غوغل الانضمام لـ "تحالف المحتوى المفتوح لمسح الكتب وجعلها متاحة على نحو واسع" ، وأغلقت فهارس الكتب التي مسحتها أمام محركات البحث (بالطبع إذا فتحتها فإن تفوقها على محركات البحث الأخرى التي ستستعمل فهارسها سيعتمد على جودة الخوارزميات) .
لقد كان انزعاج غوغل من انغلاق فيس بوك ناجما عن كونها لا تسطيع فهرسته للبحث ووضع المواد الإعلانية ذات العلاقة ، وقد سعت جاهدة لجذب المستخدمين لشبكتها الاجتماعية "أوركوت" ثم "أوبن سوشال" اللتان لم تحققا نجاحا فقد كانتا على هامش أعمال غوغل الرئيسية ، وبسبب طبيعة العمل في غوغل الذي تقوم به فرق مستقلة تهتم بمشاريعها الخاصة ؛ واجه مشروع الشبكة الاجتماعية صعوبة في جلب أعضاء من فرق أخرى ، وتم طرحه في نسخ غير مكتملة أظهرت ضعف غوغل في الشبكات الاجتماعية لذا سحقها فيس بوك في هذا المجال .
والأسوأ أن غوغل حاولت استبدال أحد أكثر المشاريع انفتاحا وهو ويكيبيديا التي لم يكن بإمكان "غوغل آدسينس" وضع إعلانات عليها بموسوعتها نول Knole ، وصحيح أنها كانت مفتوحة لكنها خططت لتعرض عليها الإعلانات وتتقاسم أرباحها مع الكتّاب .
إذن يصعب القول بأن هناك شركات مفتوحة أو مغلقة بالكامل فالأمر نسبي ، لكن غوغل كانت من أكبر الدافعين للانفتاح الذي أتاح للمستخدمين وصولا غير محدود للشبكة ، وهذا يقودنا للحديث عن أحد أضخم مشاريع غوغل الناجحة التي دعمت الانفتاح : إنه الأندوريد رفيق الملايين الذي أعلنت عنه غوغل عام 2007 مع 34 عضوا عملوا على تطوير معيار جديد للهاتف الجوال وكان إعلانهم الذي رددوه في المناسبات " برمجيات مفتوحة ، جهاز مفتوح ، نظام بيئي مفتوح ".
أرسلت شركات الهواتف اعتراضات لغوغل بسبب توفيرها الخرائط مجانا للمستخدمين دون إذنها ، وقد أحرجهم المدير في غوغل كريس ساكا بالحديث العلني للناس عن حيلولة تلك الشركات بينهم وبين التطبيقات التي يريدونها ، وعند تأسيس غوغل لتحالف الهاتف المفتوح The Open Handset Alliance وبعد أخذ ورد وافقت شركة فيريزون على فتح شبكتها أمام الهواتف التي تم شراؤها من مكان آخر ثم خططت للسماح للمستهلكين بشراء الهواتف من أي متجر ، وسمحت لهم بتشغيل أي برمجيات يرغبون بها .

[COLOR="Blue"]طبعا هذه القصص مختزلة قدر الإمكان لذا إن كان لديكم أي استيضاح أو أردتم مزيدا من التفاصيل حول نقطة معينة فيمكنكم طرح أسئلتكم في التعليقات . :)
وتظل غوغل حكاية عملاقة مهما حولنا الاختصار !! فلنكمل إذن :[/COLOR]

[COLOR="DarkOrchid"][B]ترجمة غوغل وتطبيقات أخرى للخوارزمية :[/B][/COLOR]
إن عمل غوغل على تنظيم بيانات العالم من أجل محرك البحث يمكن استغلاله لأشياء أخرى ، ففي مشروع الترجمة قاموا بتزويد الخوارزمية بمليارات الكلمات ، وبمساعدة وثائق الأمم المتحدة متعددة اللغات المترجمة بشريا تستنبط الخوارزمية الأنماط وتقارنها بين زوجين من اللغات وتستطيع تحسين أسلوبها باستمرار مع تزويدها بالبيانات (التعلم الذاتي) ، وقد تمكن مبرمجو غوغل الذين لا يعرفون غير الإنكليزية من الخروج بوسيلة تفوقت على برامج مبنية على قواعد للترجمة وضعها البشر !
هذه العمليات الضخمة تحتاج إلى بنية تحتية حاسوبية قوية وكمية هائلة من الذاكرة العشوائية RAM لذا تستطيع غوغل التفوق في هذه المجالات على منافسيها ، ورغم هذا فإن الترجمة من الأعمال التي لا تدر الأرباح لغوغل حاليا (وقت تاليف الكتاب) ولم تتسرع لاستخدامها تجاريا وإنما هي ضمن قسم مختبرات غوغل .
لكن لم تنجح الخوارزمية في كل المجالات فمثلا حين قدمت غوغل خدمة إخبارية لم تستطع منافسة خدمة أخبار ياهو المحررة يدوية بجودة عالية ، حيث كان الحكم البشري هنا أفضل في انتقاء ما هو مناسب ومهم وموثوق لتقديمه أولا بأول .

[IMG]http://www.ce4arab.com/vb7/images/sub/10_2015/13024618pm-1134891-623006-0-0.jpg[/IMG]

[COLOR="Blue"]بلشتوا تتململوا والموضوع طول ؟ :ko2:
لا بأس فهو مقسم لفقرات صغيرة ، ويمكنكم التوقف عند أي نقطة والاستئناف لاحقا .. لا يزال أمامكم العديد من المعلومات والقصص المثيرة ! :ampoline: [/COLOR]

[B][COLOR="DarkOrchid"]غو تيوب ويو تيوب :[/COLOR][/B]
كان من الصعب على محركات البحث تصنيف الفيديو وربطه بالدعايات المناسبة ، لذا عندما أطلقت غوغل خدمتها للفيديو ركزت على المحتوى الصادر من جهات إنتاج كبرى ، فقد كانت تقوم بتسجيل حلقات وبرامج من المحطات الشهيرة وترفقها بالتوصيفات المغلقة التي يضعها منتجو تلك البرامج وذلك للتمكن من البحث فيها وتصنيفها في متجر للفيديو يمكن للمستهلكين شراء حقوق المشاهدة منه ، لكن طريقتها الرسمية الاحترافية في توفير مصادر وفهرستها لم تكن جذابة ومغرية للعامة ، إضافة إلى المشاكل الفنية في عمل غوغل هذا مثل طريقة المشاهدة والشراء . في ذلك الوقت كان يوتيوب المعتمد على نمط أكثر شعبية في إتاحة رفع المقاطع للجميع ومشاركتها وعرضها على صفحات المواقع قد بدأ ينتشر انتشارا أسّيا لم يسبق له مثيل ، لكن بدأت تواجه مالكيه الذين لم يتمكنوا بعد توفير مصدر دخل جيد دعاوى حقوق الملكية للمقاطع ، وانتهى بهم الأمر لعرض خدمتهم للاستحواذ ، كانت اللحظة المناسبة لغوغل التي دفعت بسخاء 1.65 مليار للصفقة رغم التكاليف الضخمة لتشغيل موقع يوتيوب من أجل نطاق نقل المعلومات على الشبكة Bandwidth .
وحتى وقت كتابة الكتاب لم يدر يوتيوب لغوغل أرباحا ، لكنها غامرت للاستحواذ على هذا المصدر كي تبقى متصدرة في تنظيم معلومات العالم بكافة أشكالها .

[COLOR="DarkOrchid"][B]خرائط غوغل :[/B][/COLOR]
عام 2004 عثر سيرجي برين على الشركة الصغيرة Keyhole software ، كانت تقدم خدمة نادرة في حينها وتقتصر عادة على القطاعات العسكرية وهي التحليق عبر الحاسوب لرؤية العالم من خلال صور الأقمار الصناعية ، وفكر برين أن بإمكانهم استخدام الجغرافيا أيضا لتنظيم معلومات العالم .
امتلكت Keyhole نظرة بعيدة حول فوائد طرح تقنيتها للعامة لكن السوق لم يكن جهازا بسبب بطء سرعة الانترنت المنزلي حينها ، وكذلك لم يكن لديهم فكرة واضحة حول طريقة التربح من عملهم ، ورغم حصولهم على زبائن من القطاع العقاري والشركات الهندسية واستخدام محطة CNN صورهم خلال حرب العراق مما أدى لانتشار الخدمة ، إلا أن هذا لم يكن كافيا لتمويل الطاقة الحاسوبية الهائلة التي تحتاجها معالجة الصور وتركيبها بجانب بعضها بشكل صحيح !
وبالطبع غوغل امتلكت هذه القوة لذا وافقت Keyhole على عرض الاستحواذ ، وظهرت بعدها خدمات Google Erth واستمر التوسع إلى Google sky الذي يوفر مشهدا للكون من حولنا .
وهنا قصة عن بعد نظر غوغل فقد عرضت Keyhole أولا على ياهو شراء خدماتها فبدت موافقة على إضافة الصور لخرائط مابكويست ، لكن غوغل كان لديها فريق لتحويل الخرائط إلى مصدر شامل للمعلومات من طرق ومطاعم وأماكن تسوق ومؤسسات ، وهو أبعد مما تصورته Keyhole !
تطور هذه الخدمة بدأ يثير قلق الناس حول الخصوصية وقلق الحكومات والدول حول منشآتها الحساسة ، وكان مديرو الشركة يرون أن الأفراد حين يتواجدون في مكان عام لا يملكون حق الخصوصية ، لكن الاحتجاجات تصاعدت ، ورغم أن مايكروسوفت وأمازون بدأتا منافسة غوغل بخدمات مشابهة ، إلا أن الناس أصبحوا يشعرون بالقلق من الكم المتزايد من البيانات الذي تعرفه شركة واحدة عنك ، وهو أمر صرح به شميدت حين قال : "إن الهدف النهائي هو تزويد خوارزمية غوغل بما يكفي من التفاصيل الشخصية عن كل من زوارها كي تتمكن من توفير إجابات مناسبة عن أسئلة من قبيل : ماذا أفعل غدا ؟ أو أي عمل علي القيام به ؟" ، لكن بدا أن هذا هو الطريق الذي يسير إليه الجميع ، فالاعتماد على هذه الخدمات من أجل الحصول على المعلومات يزداد أكثر فأكثر في حياتنا اليومية !

[COLOR="DarkOrchid"][B]الخدمات السحابية :[/B][/COLOR]
عمل غوغل في مجال محرك البحث قادها إلى التفكير باستخدام خبرتهم لتنظيم البريد الإلكتروني ، فقد كانو منزعجين من عدم القدرة على التعامل مع عشرات الرسائل اليومية والبحث فيها والعثور على المطلوب ، لم تسع غوغل إلى مجرد تقديم خدمة لأن منافسيها يفعلون ذلك ، فقد قال بيج : " إنني لن أقول بأننا لن نضيف المزيد من الخدمات ، إلا أننا لن نقدم بريدا إلكترونيا إلا إذا كنا واثقين من التفوق" ، ورغم الكلفة وما تتطلبه الخدمة من برمجيات وعتاد إلا أن غوغل سعت آنذاك لتوفر للمستخدمين مساحة تخزين تزيد عما تقدمه ياهو بمائتين وخمسين مرة أي واحد غيغا بايت . واستخدمت آلية تحليل النصوص لوضع إعلان مناسب لمحتوى الإيميل ، وقد أثار هذا قلق المستخدمين من أن أحدا يقرأ رسائلهم فقامت غوغل بالتوضيح بأن المسح الآلي أمر معتاد من أجل استكشاف الفايروسات والبريد المزعج .
بدا أن هذه الخدمة هي أولى خطوات الشركة بعيدا عن تمركزها حول البحث ، وقد صرح برين في لقاء معه عام 2000 بأن غوغل بما تعرضه من خدمات معارفية متكاملة تسعى للحيلولة دون وجود سبب يدفع المستخدم للذهاب إلى موقع شبكي آخر !
بداية لم ترغب غوغل في خوض منافسة مع عملاق مثل مايكروسوفت لأنها ستكون معركة خاسرة ، لذا تدرجوا في خطوات إطلاق تطبيقات غوغل التي تقدم خدمات مشابهة لمايكروسوفت أوفيس لكنها سحابية ، بحيث يمكنك الوصول إليها والعمل من أي جهاز متصل بالإنترنت في أي مكان وتوقيت ، وهو ما وضعها في مواجهة مايكروسوفت ويندوز وأوفيس . واليوم يبدو جليا للجميع بمن فيهم مايكروسوفت بأن الاعتماد على الخدمات السحابية المركزية بدل المخدمات المحلية أصبح حاجة أكثر إلحاحا !

[COLOR="Blue"]لا تهربوا يالحلوين :p .. قربنا نخلص وهذه آخر فقرة :;) [/COLOR]

اشتهرت غوغل كشركة تطرح الكثير من المشاريع الرائدة ولا تتردد باختبارها في السوق تحت اسم نسخة تجريبة ، عكس الكثير من الشركات التي تبقي مشاريعها في المختبرات ريثما تصل إلى نتيجة لإخراجها أو إنهائها في حالة الفشل .
لكن تشجيعها لموظفيها بالمبادرة بمشاريع جديدة قلل التركيز على تطوير وتحسين المشاريع القديمة ، وهو ما بدا واضحا آنذاك في المستندات والجداول وخدمة Google Answers التي انتهت بإغلاقها بينما حققت أجوبة ياهو التي جاءت بعد ثلاث سنوات نجاحا كبيرا فقد كانت ياهو تولي اهتماها جيدا بمشاريعها .
في طريقها لفهرسة معلومة العالم واجهت غوغل العديد من العقبات ومن أبرزها قضايا حقوق الملكية ، حيث لم تقبل دور النشر سعيها لرقمنة جميع الكتب وواجهت ذات المشكلة على يو تيوب حيث يرفع الناس الكثير من المقاطع بشكل غير شرعي ، وقد اتسمت سياستها في هذا الموضوع ببعض التعجرف وعدم التعاون مع الجهات ذات العلاقة ، لذا توحدت العديد من الجهود للضغط عليها فتراجعت عن العديد من الخطوات أو حاولت التعاون والتوصل لتسويات ، لكن أي شيء لم يثنها عن جهدها الدؤوب لتنظيم معلومات العالم ، وخلال العشر سنوات الأولى من عمر الشركة أنجزت حوالي 2 إلى 3 بالمائة من هذه المهمة ، وقدرت الشركة حسابيا بأن إنجاز هذه العملية يحتاج إلى حوالي 300 عام .

[IMG]http://www.ce4arab.com/vb7/images/sub/10_2015/13024618pm-1134892-623006-0-0.jpg[/IMG]

[COLOR="DarkOrchid"][B]خاتمة :[/B][/COLOR]
انتهى الكتاب عام 2008 وتغيرت الكثير من الأشياء منذ ذلك الوقت ، من وجهة نظر الكثيرين تدنت مصداقية شعار الشركة "لا تكن شريرا" بشكل كبير مع تزايد النقاط السلبية على سياسات الشركة ، وبينما تحدث الكتاب مثلا عن رفضهم القاطع في تلك الأيام للتلاعب في الخوارزميات ونتائج البحث ، ظهر عام 2013 تقرير للجنة التجارة الفيدرالية عن تلاعب غوغل بنتائج البحث لإبراز خدماتها على حساب خدمات منافسيها .
كذلك شهدت غوغل تطورا هائلا خصوصا في مشروع الأندرويد الذي اكتسح الهواتف الذكية ، ووسعت الشركة أعمالها لتشمل مشاريع صحية وطائرات بدون طيار والسيارات الذكية وغيرها ،وقد شهدنا مؤخرا تنظيم هذه المشاريع تحت اسم جديد هو "ألفابيت" الذي أصبحت غوغل جزءا منه :[URL="http://www.ce4arab.com/vb7/showthread.php?t=610049"] لاري بيج يعلن عن شركة ألفابت وغوغل ستصبح فرعا منها ![/URL] ، ولا زال طموح الشركة يكبر ويقدم لنا المزيد وكما صرح شميدت ذات مرة أثناء حديثه عن استراتيجيهم للنمو فقال : إنها مصممة للتدرج من دون حدود !

إعداد شخصي .
المصادر : كتاب كوكب غوغل Planet Google بالإضافة إلى الاستعانة بموقع غوغل وويكيبيديا ومصادر أخرى .

[COLOR="Blue"]مهما كانت المواقف تجاه غوغل فإنها تبقى تجربة مميزة لشابين طموحين اجتهدا وبذلا كل طاقتهما وأموالهما ووقتهما لإنجاح فكرة مميزة كانت بين أيديهما (وهي استخدام الخوارزميات القابلة للتطور آليا في محرك بحث) ولم يدعا الظروف والضغوط تقتل عملهما فكافأتهما مثابرتهما بإنجاز يعد أحد أكبر أعمدة التقدم التكنولوجي في عصرنا .

ندعو الله بالتوفيق والتقدم لجميع المثابرين والطموحين في بلادنا وإن شاء الله أجد قريبا في أمتنا قصصا أعظم وأكبر لأكتبها لكم ! :D
[/COLOR]
[/RIGHT]