المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل ترغب أن تشارك في غزوة بدر وبيعة الرضوان ؟


mousafer
01-03-2009, 10:26 AM
لا أظنك ستـتوقف عن قرآءة المقال حتى تنهيه

فضيلة الشيخ / محمد بن الحسن الددو

ناصب المشركون (الرسول صلى الله عليه وسلم )العداء وقاتلوه وأخرجوه من داره التي ولد فيها وعاش فيها، وبعد ذلك قاتلوه وقاتله اليهود، وحاربه النصارى، وتمالأت عليه الأمم، ولم يزالوا يتمالؤون على دينه فيما بعد، وهذه الحرب التي قامت على النبي صلى الله عليه وسلم لا شك أن كل إنسان منكم الآن يتمنى لو كان حاضرا يوم بدر، لو كنت حاضرا يوم بدر ماذا كنت تصنع، كنت تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقوم بالحق، ويتمنى لو كان حاضرا يوم أحد فيكون من الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فيفعل مثل ما فعل طلحة بن عبيد الله أو يفعل مثل ما فعلت نسيبة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل إنسان منكم يتمنى لو كان حاضرا يوم الحديبية فلا يسبقه أحد إلى بيعة الرضوان، فيضع يمينه في يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعه على الموت في سبيل الله.

إذا كان الحال كذلك فالأمر ما زال كما كان، فكل يوم من أيام الدنيا هو يوم بدر ويوم أحد ويوم الحديبية لأن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالفرقان بين الحق والباطل، والناس لم يعادوه على أساس شخصه، فما عرفت البشرية أحدا أحسن منه خلقا ولا أحسن خلقا ولا أكرم نسبا ولا أخدم للناس، فلماذا عاداه الناس، لم يعادوه قطعا طعنا في نسبه، ولم يعادوه قطعا طعنا في خلقه، ولم يعادوه لأنه منعهم ماله، بل قال للأعراب يوم أوطاس: إليكم عني فلو كان عندي مثل سمر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لم تجدوني جبانا ولا بخيلا ولا كذابا، فإذن لماذا عاداه الناس، لم يعاده الناس ولم يقاتلوه إلا على أساس الملة التي جاء بها، وهذه الملة باقية كما أنزلت، فأنتم جميعا تشهدون أن القرآن كما أنزل، وأن الدين كما شرع وأن الله هو الحق المبين، فإذن محور الخلاف والصراع قائم باق، وأنتم فاتكم صحبة شخص النبي صلى الله عليه وسلم فهي مزية وفضل، اختص الله بها الصحابة، ولكن لكم الحق في أن تكونوا من إخوانه، وإخوانه تمنى لو رآهم، فقال: وددت لو رأيت إخواننا قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله، قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني قوم آمنوا بي ولم يروني، للواحد منهم أجر خمسين، قالوا يا رسول الله منا أو منهم، قال: بل منكم، إنكم تجدون على الحق أعوانا ولا يجدون على الحق أعوانا، وقد خفف الله عنكم كثيرا من التكاليف والأعباء التي كانت على الصحابة، فالصحابة رضوان الله عليهم لما قام عليهم من الحجة بالصحبة، وحضور نزول الوحي، ورؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لا بد أن يكملوا ما أمروا به جميعا، ومن ترك عشر ما أمر به هلك، وأنتم اليوم فتح لكم كثير من أبواب التضعيف والخير، فمن أتى منكم بعشر ما أمر به نجا، كما أخرج الترمذي في السنن بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنتم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به هلك، وسيأتي على الناس زمان من أتى فيه بعشر ما أمر به نجا.

وما نفعله نحن اليوم وما نقوم به من الدين في أغلب الأحيان لا يصل إلى عشر الدين، فمع كل هذا الترغيب ومع كل هذا الفضل العظيم مع ذلك لو قاس الإنسان منا عمره وما يبذله من نصرة الدين منه، فإنه لا يصل إلى 1%، لينظر كل واحد منا في عمله اليومي، هذا العمل اليومي كثير منه يتجه إلى أمور الدنيا، ولا بأس إذا كان في الحلال، وكثير منه يذهب في اللغو والأمور التي لا طائل من ورائها، لا تزيد الإنسان في دين ولا تزيده في دنيا، وكثير منه كذلك يكون حسرة ووبالا على الإنسان لأنه انشغال بما لا يرضي الله جل جلاله، وقليل جدا منه هو الذي يكون خدمة لهذا الدين ونصرة لهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

وليتذكر كل إنسان منا ذكرا كان أو أنثى كبيرا كان أو صغيرا، هل قام بحق هذا الرسول الكريم في النصرة، هل نصره في موقف أو مواقف، هل يستشعر أن في هذه الدنيا صراعا موجودا بين حزبين هما حزب الله وحزب الشيطان، وهل بحث عن محله هو من أي الحزبين هو، فحزب الشيطان الانتساب إليه سهل جدا، هو ترك نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مجرد تعطيل العمل، ينتسب به الإنسان لحزب الشيطان، وحزب الله الانتساب إليه ليس بمجرد النسب ولا بالاسم ولا بالجنسية، لا يكفي فيه النسب، حزب الله الانتساب إليه لا بد فيه من العمل، وذلك أن الانتساب لحزب الله هو تحقيق بيعة بينك وبين الله جل جلاله، فما منكم أحد إلا وبينه وبين الله صفقة وبيعة، وعليه دين تحمله لله، هل أنتم جميعا من أهل الدين والمروءة، ولا يرضى أحد منكم أن يكون من المفلسين ومن الذين لا يوثق بهم، ولو أن أي إنسان منكم تحمل دينا لإنسان فمضى عليه عشر سنوات أو عشرون سنة أو ثلاثون سنة أو أربعون سنة، وهو لم يفكر يوما من الأيام في قضاء ذلك الدين، هل يكون صاحب دين ومروءة، هل هو صاحب أمانة، هذا الإنسان مفلس، الذي يمضي عليه عشرات السنوات وعليه دين موثق لا يفكر في قضائه ولا يسعى لتسديده، أبدا وهو غير معذور هذا إنسان مفلس لا خير فيه، هذا الدين في رقابنا جميعا لله جل جلاله، ببيعة أكدها في التوراة والإنجيل والقرآن ولذلك قال فيها: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}، أينا كان يفكر في هذه البيعة في الماضي، فإذا مضى عليه يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة فكر فقال: أنا علي دين لله ماذا بذلت فيه في هذه المدة، ماذا قدمت لنصرة هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، هل دعوت أحدا إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل بذلت شيئا من أجل نصرة هذا الدين وانتشاره بين الناس هل بذلت وقتا أو شيئا من عقلي الضافي الكبير، أو شيئا من جاهي أو شيئا من مالي في سبيل تعزيز هذا الدين والتمكين له في الأرض، إذا لم يجد الإنسان موقفا مشرفا في أي يوم من الأيام فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون فذلك اليوم قد ذهب سدى وطويت صحائفه ولم يؤد فيه الإنسان الحق الذي لله فيه عليه، وعليه أن يبادر وأن يتدارك ما بقي من عمره وهو لا يدري كم بقي من عمره، {وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم}، لا بد أن يحاول فيما بقي من عمره أن يؤدي هذا الحق وأن يفي بهذه البيعة وأن يؤدي هذا الدين، وليعلم أنه هو الرابح، فالله سبحانه وتعالى يكفر عن عباده المؤمنين السيئات باجتنابهم للكبائر، ويكفر عنهم الكبائر بالتوبة والحسنات يذهبن السيئات ويضاعف لهم الحسنات أضعافا مضاعفة والسيئة لا تكون إلا بمثلها والحسنة أقل ما تكتب به عشرة أمثالها، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، {والله يضاعف لمن يشاء}، فلذلك إذا عمل الإنسان عملا يسيرا لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه ولو لم يترتب عليه أية فائدة فإنه يضاعف له عند الله سبحانه وتعالى وينجح به في الامتحان ويكون وافيا لله بصفقته ويكون من الصادقين وهم حزب الله جل جلاله، وينجو من أن يكون من المنافقين، فالمنافقون هم الذين أخلفوا الله ما وعدوه، لم يفوا لله ببيعة،

ولذلك قال الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم}، وهذا يقتضي منا أن يحرص كل إنسان منا على أن يعالج النفاق من نفسه وأن يتوب منه وأن يفي الله ببيعته وأن يقوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالحق، فقد دعانا الله لنصرته، وبين أننا إذا لم نفعل فلن يكله إلينا، سيخرج أقواما آخرين ينصرونه، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السلفى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}، وقال تعالى: {ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}،

يتبع

mousafer
02-03-2009, 05:11 AM
والموظف أبلغ الحوافز التي تدعوه لإتقان العمل إذا قال له مديره إما أن تقوم بهذا العمل على أحسن الوجوه أو سأعزلك وآتي بمن هو خير منك يقوم به ويؤديه على أحسن الوجوه، ونحن جميعا موظفون لدى الله كما سمعتم، فإذا لم نقم بهذه الوظيفة فسيعزلنا ويأتي بمن هو خير منا، وعنده من الخلائق والعباد ما لا يخطر لنا على بال، {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين أولئك الذين هدى الله}، وهذا العهد الذي بيننا وبين الله في هذه الحياة الدنيا إذا مات الإنسان وحمل إلى القبور ولم يقدم فيه شيئا فإن موقفه بين يدي الله مخجل جدا، مخجل في غاية الخجل أن ينزل إلى هذه الأرض ويكرم بأنواع الإكرام فيتمم الله له عقله وسمعه وبصره وحواسه ويعطيه من أنواع النعم ما لا يحصي، فيمكث ما مكث ويمضي عليه هذا العدد من السنوات ثم يحمل على الرقاب إلى الدار الآخرة ويوارى في مدفنه فيعرض على الله ويسأله ماذا عمل في كل ما استخلفه فيه، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، نسأل الله السلامة والعافية، رجل آتاه الله العلم فعلمه من أنواع العلم فقامت عليه الحجة بما تعلم فدعاه فعرفه نعمته عليه فعرفها، قال: فما عملت فيها قال: تعلمت فيك العلم وعلمته، فيقول الله كذبت ويقول الملائكة كذبت إنما تعلمت ليقال عالم فقد قيل، فيؤمر به فيجر على وجهه فيرمى في النار، ورجل آتاه الله من أنواع المال ما آتاه فدعاه فعرفه نعمته عليه فعرفها، قال فما عملت فيها، قال: ما تركت وجها تحب أن ينفق فيه المال إلا أنفقته فيك، فيقول الله كذبت ويقول الملائكة كذبت إنما أنفقت ليقال جواد فقد قيل، فيؤمر به فيجر على وجهه فيرمى في النار، ورجل قواه الله سبحانه وتعالى وأتم عليه نعمته وخلقته فقاتل حتى قتل فدعاه فعرفه نعمته عليه فعرفها، فقال: فما عملت فيها، قال: جاهدت فيك يا رب حتى قتلت، فيقول الله كذبت ويقول الملائكة كذبت، إنما قاتلت ليقال شجاع فقد قيل، فيؤمر به فيجر على وجهه فيرمى في النار، وهؤلاء على الأقل فعلوا شيئا في الحياة الدنيا يستطيعون ذكره، كثير لا يستطيعون الجواب أصلا، يعرفهم نعمته عليهم ولا يقدمون أي شيء، لا يستطيعون أن يذكروا أي عمل، هل يسر أحدا أن يوقف بين يدي الله فيعرفه نعمته عليه ألم أكمل لك خلقتك ألم أقذف في قلبك الإيمان ألم أحببه إليك ألم أكره إليك الكفر ألم أمتعك بعقلك ألم أمتعك بحواسك ألم أمتعك بقوة بدنك، ألم أوتك مالا وأهلا ألم أجعلك في نسب محترم في أهل الأرض، ألم أوفر لك الأمن والأمان في الأرض فماذا عملت، فيقول: لم يبق نوع من الملذات والشهوات في الدنيا إلا اتبعته، هل هذا الجواب مرضي لدى أحد من الناس؟ هذا الجواب مخز جدا ومخجل في موقف الصدق بين يدي الله جل جلاله، لذلك لا بد أن نحرص جميعا على جواب مقنع مرض ولا يكون ذلك إلا بالصدق والعمل الصالح المرضي لله سبحانه وتعالى، وهو نصرة دينه وإعلاء كلمته،



منقوووووووووووووول