المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة من النت


ama2012
29-01-2009, 12:56 PM
أعقمت الأمة !!!

بقلم الشيخ أبو بكر عثمان

- قرأ الخبر في ذيل صفحة الحوادث فاعتصرته حالة حزن وبكاء حتى احمرت عيناه وبلل خديه.

- لم يستطع جليسه أن يحدثه إلى أن يهدأ بعد حين.

- أتعرفه يا دكتور؟

- نعم أعرفه.

- قالها بصوت حزين مكسور.

- أحقًّا كان معتوها ؟

- كلا والله , بل أعقل الناس وأنبلهم شِيَماً , لكن كان يمر بأزمة نفسية عميقة وصراع داخل نفسه يتصدع له من كان حقا ذا قلب.

- أكان من مرضاك؟

- لم يكن مريضا يتردد على مشفاى فحسب، بل صديقَا مُقَرَّبًا، أحرص على صحبته، وأتوق إلى لقائه.

- أول ما عرفته منذ سنوات بعيدة, جاءت به أسرته إلى المستشفي، رفض إلا ارتداء الملابس النسائية..!! كان يرى نفسه امرأة، وكل الناس من حوله نساء.. وأطلق على نفسه أسماء النساء!

- أسرته كانت في قمة الحزن والحرج ,هَدَّأْتُ من روعهم، وجلستُ إلى أكبر أولاده وحكي لي:

- والدي هو الدكتور مهندس عمر، من أبطال حرب أكتوبر، حصل على نجمة سيناء بعد الحرب، دمر بمفرده عشرين دبابة لليهود.. رفضوا قبوله للتدريس بالجامعة لأسباب أمنية، فعمل مدرسا بإحدى المدارس الثانوية، وكان يَحْفَظُ القرآن العظيم..

- قلت له: قص علَيَّ ما مر به في الأيام السابقة..

- بعد غزو إسرائيل للبنان وحصار الفلسطينيين ببيروت، تصاعَدَ شعورُه بالعجز والمهانة.. اعتزل في حجرته يتابع أخبار الحصار، وامتنع إلّا عن النزر القليل من الطعام.. الأسرة كلها شعرت بالقلق، وفي اليوم التالي لمذبحة صابرا وشاتيلا خرج من حجرته مرتديًا الملابس النسائية، وطلب منى في غضب أن أخلع عني ملابس الرجال التي لا تليق بي , كانت صدمةً لنا جميعا , حاولت أمي تهدئته وإقناعه بخلع ملابس النساء، ولكن.. دون جدوى !

- وجعل يصرخ :

- الحمد لله أننا نساء.. لن نُحَاسَبَ أمام الله..إنما الحساب للرجال فقط عن قتال يهود!

- مكث عندي شهرا ونصفًا بالمستشفى إلى أنْ تَمَاثَل للشفاء.. بيد أنّ صَدْعًا عميقًا في نفسه ظل على حاله لم يلتئم.

- ظل يأتي لزيارتي كصديق، وعرفته عن قرب.. كنا نتدارس معًا كوارث الأمةِ وملماتها.. بدا لي واسع الاطلاع عميق الفهم.

- قال يوما ً:

- يا دكتور.. إننا كأمة لم نحارب يهود قط في عصرنا هذا سوى أيام معدودات في حرب أكتوبر.. ثم توقف القتال..ثم حِيل بيننا وبين قتالهم , في كل معركة كانت يهود تنفرد بجزء أعزل من أمتنا، ثم يحال بين الأمة ونصرة إخوانهم.

- أتعرف يا دكتور.. كل حروبنا مع يهود تحوطها المؤامرات والدسائس والخيانات من الداخل، وقمع الشعوب.. قادة الأمة يحيطون جسدها بالسلاسل؛ لتبقى مقيدةً عاجزةً، ويتولى اليهود والصليبيون الجددُ تمزيق جسدها قطعة بعد قطعة!

- أتى إليّ صديقي مرات عديدة مصابًا بحالته تلك.. فكلما أصيبت الأمة بنكبة من نكباتها وما أكثرها!- جِيءَ به إليّ مرتديًا الملابس النسائية.

- جاءوا به إلى المستشفى بعد احتلال أمريكا لأفغانستان، وما تلاها من مذابح للمسلمين.

- وأتى بعد مذابح البوسنة والهرسك.. وبعد دخول أمريكا لبغداد.. كنت أعالجه لشهر أو شهرين.. وتتعمق جراحه وأزمته مرةً بعد مرة!

- ومنذ بضعة أيام جاءوا به مرتديًا الملابس النسائية السوداء حدادًا على مذابح غزة وحصارها.

- أمام العجز عن الفعل.. أمام المهانة.. ظل يهرب عن مواجهة نفسه من كل نكبة للأمة..يهرب إلى الوهم بأنه امرأة، غير مكلفة بقتال يهود، أو الصليبين الجدد.. كان يجلد ذاته ويهينها، فيلبسها ملابس النساء، لأنها لم تَرْقَ إلى فعل الرجال..لم يكن أمامه خيار إلا الهروب, كل الطرق سُدَّتْ أمامه..

- فعاد لي منذ عام، وبعد أشهر من حصار غزة...وهو يتمتم:

- ماذا يملك المسلم الحر من أفعال ؟!

- إن حاول القتال مع إخوانه في غزة ونصرتهم مُنِع... وإن ذهب دون موافقة حكومته وقع تحت سيف قانون الإرهاب... وقضى في السجن بقية عمره.. ولو جمع لهم المال لحُوكِمَ بتهمة تمويل الإرهاب..

- حكموا علينا أن نشهد موت إخواننا في غزة، وقتلهم صامتين، لا يحس بنا من أحد أو يسمع لنا رِكْزًا!

- أما هذه المرة فكانت حالته النفسية على أشدها.. لم يستحب لدواء, لم ينم لأيام.. ولم تفلح معه أقوى العقاقير.. وظل متشبثًا بالملابس النسائية السوداء، ويهذي بعبارة واحده:

- أعقمت هذه الأمةُ أن تلد إلا النساء؟!

- منذ يومين تسلل من المستشفى ليلًا، ولم يُعْثَرْ عليه.. واليوم نقرأ خبره في ذيل صفحة الحوادث! أيعجبك ما كُتِبَ عنه؟! اسمع..

- "مَقْتَلُ مُخْتَلّ عَقْلِيًّا يحاول تهريب أدويةٍ إلى غَزَّةَ، مُتَسَلِّلا ً عبر الحدود، مُتَخَفِّيًا في زى النساء "!

- أتعرف أنه حاول أن يُقَدِّمَ لإخوانه في غزة أضعفَ الإيمان؟! لكنه لم يفلح.. قُتِلَ وصندوق الدواء على ظهره..

- يريد أن يموت رجلا ً!



(قرأتها قدرا اثناء البحث عن موضوع طبى!!!)

MoToRoLa_G10
31-01-2009, 07:34 PM
والله اقشعر بدني ...

والله حق على الحكماء العرب التجول على الشواطئ

لا حول ولا قوة الا بالله

kutaiba_83
01-02-2009, 05:30 AM
لم ولن نذل أو نهان...مادام فينا بعد إنسان

مادام فينا قلب ينبض ايمان


الله المستعان

MoToRoLa_G10
01-02-2009, 10:35 AM
والله اقشعر بدني ...

والله حق على الحكماء العرب التجول على الشواطئ ........

لا حول ولا قوة الا بالله

ان کان یری المشرفون الافاضل ان الدفاع عن الحکام بتحریر الردود یحسن من صوره المنتدی ... فانهم مخطئون .. الاولی بهم ان یروا ما حدث بغزه

taiseer999
01-02-2009, 10:44 AM
من قال ان المشرفون لا يرون ما يحدث في غزة

AAM
01-02-2009, 12:46 PM
أخي الفاضل MoToRoLa_G10

يوجد كلمات خادشة للحياء و مخالفة للذوق العام

فالمنتدى يدخله الصغير و الكبير و الذكر و الأنثى

لذا المشرف لا يقبل أن يرى أبنائه مثل هذه الكلمات

و أبناء الناس ليسوا أفضل من أبنائه

أنت لك الحق في ما تقول
لكن لا تتعدى حدود الآخرين

أيضا نقطة "يرو ما يحدث في غزة "

لا أظن أن هناك منتدى متخصص في مجال معين إهتم بهذه القضية مثل منتدانا

و غالب المواضيع كان يديرها الإخوة المشرفين و هم كانوا مهتمين بشكل كبير ( طبعا لا ننسى بقية الأعضاء الكرام الذين كان لهم الدور الكبير )